أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم الثلاثاء، أن القاهرة تحرز تقدمًا كبيرًا لإنهاء الحرب على قطاع غزة، موضحًا أن "مفاوضات شرم الشيخ تناقش إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة المصرية القاهرة مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، حيث بحث الجانبان سُبل دفع العلاقات الثنائية وتبادلا الرؤى حول التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في غزة.
وأوضح "عبدالعاطي" أن "مفاوضات شرم الشيخ تناقش الدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات عبر القنوات الأممية، كما تسعى لتكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين ووحدة كاملة بين الضفة والقطاع"، معربًا عن آماله في أن تسفر جولة المفاوضات عن إنهاء الحرب الإسرائيلية ووقف المجاعة ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وأبان وزير الخارجية المصري أن مفاوضات شرم الشيخ بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تهدف للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى، ومناقشة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من غزة وعدد من الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية في إطار دولة مستقلة.
وقال الوزير المصري إنه ناقش مع الجانب السلوفيني عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع، مؤكدًا خلال اللقاء ترحيب مصر بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، مُثمنًا مواقف سلوفينيا الداعمة للقضية الفلسطينية.
من جهتها، أكدت وزيرة خارجية سلوفينيا أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات كارثية، مشيرة إلى أن "غزة تم تدميرها بشكل كامل"، داعية إلى ضرورة التحرك العاجل لوضع حد للحرب الدائرة.
وشدَّدت الوزيرة على أن بلادها تدعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب، وتؤيد المقترحات المطروحة في هذا السياق، بما في ذلك مقترح الرئيس الأمريكي بشأن غزة، مشيرة إلى أهمية تفعيل كل المبادرات السلمية.
كما جددت التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون تأخير.
وفيما يخص مستقبل الحل السياسي، شدَّدت وزيرة الخارجية على دعم سلوفينيا لحل الدولتين، ورفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى ضم الضفة الغربية.
وأضافت أن للفلسطينيين الحق الكامل في بناء دولتهم المستقلة، مطالبة بوقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
وفي وقت لاحق من اليوم، وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي دافيد فان فييل، أكد وزير الخارجية المصري، على ضرورة تضافر الجهود الأوروبية والدولية للضغط على إسرائيل؛ لعدم عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية؛ نظرًا للوضع الإنساني الكارثي داخل القطاع والذي وصل إلى حد المجاعة.
وأطلع وزير الخارجية المصري نظيره الهولندي على الجهود الحثيثة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وآخرها استضافة مصر اجتماعات غير مباشرة لوفدي حماس وإسرائيل، اتصالًا بالمقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي أخيرًا لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأعرب "عبدالعاطي" عن التطلع للمشاركة الفعالة لهولندا في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته فور وقف إطلاق النار.
وشدد الوزير المصري خلال اللقاء على أهمية توفير الحماية اللازمة للبعثات الدبلوماسية المصرية في هولندا، في إطار ما تقتضيه قواعد ونصوص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وتوفير التأمين الكامل للسفارة المصرية في لاهاي.
أما بالنسبة لملف الأمن المائي، فشدد وزير الخارجية على أهمية التعاون، وفقًا لقواعد القانون الدولي للحفاظ على مصالح جميع دول حوض النيل، مع التأكيد على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي.
ونوه الوزير المصري إلى اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع دول حوض النيل لتحقيق التنمية، والتطلع لتعزيز التعاون الثلاثي بين مصر وهولندا في إفريقيا في المشروعات التنموية والإنسانية بما يسهم في بناء القدرات الإفريقية وجهود التنمية في القارة.