الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مكافئا بوتين.. ترامب يضع أوكرانيا أمام خيارات صعبة

  • مشاركة :
post-title
ترامب يضع أوكرانيا أمام خيارات ضيقة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة سياسية يتصاعد فيها القلق، وجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه أمام مفترق طرق حاد، بعدما منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده مهلة قصيرة لقبول خطة لإنهاء الحرب، وصفها كثيرون بأنها تميل إلى مصلحة موسكو، لتبدو أوكرانيا مقبلة على اختبار جديد من أصعب فصول تاريخها الحديث.

مهلة ترامب

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة إذاعية مع قناة "فوكس نيوز" إنه منح أوكرانيا أقل من أسبوع لقبول خطته المكونة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن الخميس يمثل الموعد النهائي، وهي خطة تضع ضغوطًا على كييف للتنازل عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب قديمة للكرملين.

وخلال خطاب مصوَّر، قال زيلينسكي إن الخطة تضع بلاده أمام خيار بين فقدان الكرامة أو خسارة حليف رئيسي، وفي تصريح لاحق من المكتب البيضاوي، شدد ترامب على أنه واثق من أن الخطة وسيلة لتحقيق السلام، لكنه أكد أن موافقة زيلينسكي ضرورية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني قد لا يملك خيارا آخر سوى القبول.

وفي موازاة ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مجلس الأمن إنه تلقى الاقتراح ويرى أنه يمكن أن يشكل أساسًا لتسوية نهائية، مضيفًا أنه مستعد لإظهار المرونة المتفق عليها خلال قمته مع ترامب في ألاسكا، رغم عدم وجود مناقشات تفصيلية مع واشنطن.

ضغوط داخلية وخارجية

أوضح زيلينسكي في خطابه أن الضغط على بلاده في أشده، مشيرًا إلى احتمال مواجهة خيار صعب بين الكرامة الوطنية وخطر فقدان شريك رئيسي، إضافة إلى مواجهة شتاء قاسٍ، وذكر أن أوكرانيا ستعمل بهدوء مع الولايات المتحدة وشركائها لإنهاء الحرب، لافتًا إلى أنه بحث الخطة مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.

وأبدى عدد من القادة الأوروبيين دعمهم لأوكرانيا، مؤكدين عدم اتخاذ أي قرار بشأن مستقبلها دون مشاركتها، ومع ذلك، أشار تقرير لصحيفة "ذا كييف إندبندنت" الأوكرانية إلى عزلة أوروبية نسبية، رغم إعلان المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه ناقش الخطة مع ترامب ووافقا على خطوات مقبلة.

وفي اتصال مشترك مع زيلينسكي، اتفق ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على حماية المصالح الأوروبية والأوكرانية، بما في ذلك ضمان قدرة القوات الأوكرانية على الدفاع عن سيادة البلاد، في خطوة تختلف عن الاقتراح الأمريكي.

كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن القادة الأوروبيين سيجتمعون على هامش قمة مجموعة العشرين لمناقشة الخطة، وأكد ستارمر أن مفاوضات مجموعة العشرين ستبحث تعزيز المرحلة التالية من التفاهمات، موضحًا أن روسيا مستمرة في استهداف المدنيين، وأن حديثها عن السلام لا ينعكس على أفعالها.

انتقادات أمريكية واسعة

أشارت "ذا كييف أندبندنت" إلى أن أجزاء كبيرة من خطة ترامب تتطابق مع مواقف روسية متطرفة ظهرت خلال محادثات إسطنبول عام 2022، وقال زيلينسكي إنه سيقدم البدائل ويطرح حججًا من دون منح أي ذريعة للقول إن أوكرانيا ترفض السلام.

ووجه سياسيون أمريكيون انتقادات حادة للخطة، إذ قال السيناتور ميتش ماكونيل إنها تكافئ "المجزرة الروسية" وتقوِّض الأمن الدولي، معتبرًا أن الاستسلام سيكون كارثيًا، وأعلن النائب الجمهوري برايان فيتزباتريك أنه وحلفاءه أطلقوا عريضة لإجبار مجلس النواب على التصويت على فرض عقوبات ساحقة على روسيا، مؤكدًا ضرورة رفض "الدعاية الروسية".

كما انتقد السيناتور الجمهوري روجر ويكر الاقتراح، معربًا عن تشككه بقدرته على تحقيق السلام، ومشددًا على أنه لا ينبغي إجبار أوكرانيا على التنازل عن أراض لصالح بوتين، ورافضًا فكرة ضبط الأسلحة مع موسكو.

ومن جهتها، قالت السيناتور الديمقراطية جين شاهين "على الولايات المتحدة زيادة الضغط على روسيا من خلال عقوبات ثانوية وتزويد كييف بأسلحة طويلة المدى"، مؤكدة أن واشنطن لا ينبغي أن تمثل روسيا في أي اتفاق سلام، وواصفة الخطة بأنها "خطة بوتين لأوكرانيا".