الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا في لحظة حرجة.. "كيلوج" يترك كييف بلا مُدافع أمريكي

  • مشاركة :
post-title
المبعوث الخاص الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في وقت تتصاعد فيه الحرب عبر الجبهات الأوكرانية، وتثقل العواصف السياسية كاهل كييف بأزمات محلية متشابكة، يخرج من البيت الأبيض أحد أبرز الأصوات الأمريكية الداعمة لأوكرانيا، فمع اقتراب موعد تنحي المبعوث الخاص كيث كيلوج، تجد كييف نفسها أمام فراغ دبلوماسي في لحظة تتصاعد فيها الضغوط العسكرية والسياسية.

قرار التنحي

أكد البيت الأبيض في 19 نوفمبر أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، الجنرال كيث كيلوج، سيغادر منصبه في يناير، وسيترك رحيله أوكرانيا دون أبرز المدافعين عنها داخل البيت الأبيض في ظرف حساس، مع استمرار تصاعد الهجمات الروسية وتدهور الوضع الميداني واندلاع أزمة فساد داخلية.

وذكر "كيلوج" لمساعديه أن يناير سيكون نهاية طبيعية لفترة عمله، إذ إن المنصب يتطلب عادة موافقة مجلس الشيوخ بعد 360 يومًا، وفقًا لما نقلته "رويترز" عن أربعة مصادر، أفاد أحدهم بأن كيلوج لم يكن يخطط للبقاء طويلًا في إدارة ترامب، ولم تتضح الجهة التي ستخلفه في منصبه أو ما إذا كان سيتم تعيين بديل له.

دور كيلوج

ووافق الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع على خطة مكوّنة من 28 نقطة للسلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي عمل كبار المسؤولين في الإدارة على تطويرها بهدوء على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بالتشاور مع المبعوث الروسي كيريل دميترييف ومسؤولين أوكرانيين، بحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة "إن بي سي نيوز".

وتم تعيين كيلوج بدايةً مبعوثًا خاصًا لكلٍّ من أوكرانيا وروسيا، قبل أن يتم تخصيص دوره لاحقًا لأوكرانيا فقط، وأشارت تقارير وفق صحيفة "كييف إندبندنت" الأوكرانية إلى أن الكرملين اعترض على مشاركته في محادثات السلام، معتبرًا أنه منحاز لأوكرانيا بشكل مفرط.

وفي بعض المحطات، جرى تهميش دور كيلوج في جهود السلام لصالح ستيف ويتكوف، قطب العقارات وحليف ترامب، الذي يفتقر إلى الخبرة في السياسة الخارجية والعسكرية، ويُعد الأقرب إلى تفضيلات موسكو.

وفي أوكرانيا، يُنظر إلى كيلوج كمدافع قوي، حتى إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال مازحًا إن زياراته توفر حماية لكييف من الهجمات الجوية الروسية بفاعلية مماثلة لأنظمة باتريوت الأمريكية.

وقاد "كيلوج" المفاوضات المتعلقة باتفاق المعادن الحيوية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وساهم في إطلاق سراح السجناء السياسيين في بيلاروسيا، وأدان مرارًا الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية.

أهمية الدور

يرى داعمو أوكرانيا أن دبلوماسية كيلوج كانت محورية في جهود السلام وفي العلاقات الأمريكية الأوكرانية، وقال أوستاب ياريش، المستشار الإعلامي في منظمة رازوم لأوكرانيا في واشنطن، إن كيلوج لعب دورًا أساسيًا في بناء الجسر بين واشنطن وكييف فيما يتعلق بجهود السلام التي يقودها ترامب، بحسب الشبكة الأمريكية. 

وأضاف ياريش أن أهميته تكمن في قدرته على إدراك تكتيكات المماطلة الروسية أو الأساليب الأخرى التي تستخدمها لإطالة أمد الحرب.

خطة موازية

يتزامن خبر رحيل كيلوج مع تقارير عن إعداد ويتكوف لخطة سلام جديدة تتماشى مع مطالب الكرملين، وقد أجرى ويتكوف محادثات مع كيريل دميترييف، كبير المفاوضين الاقتصاديين الروس، وتشير التقارير إلى أن مطالب موسكو المتعلقة بتنازلات إقليمية من كييف عادت إلى طاولة البحث.

وتسلّط هذه الأحداث الضوء على هشاشة الموقف الأوكراني مع دخول الحرب عامها الرابع، ومع تكثيف روسيا هجماتها على البنية التحتية، وتجدد مطالبها المتشددة، وبغياب كيلوج عن كييف وواشنطن، تفقد أوكرانيا أحد أبرز المدافعين عنها في لحظة شديدة الحساسية.