تمثل دار الأوبرا المصرية صرحًا عظيمًا للفن والثقافة، فهي منارة الفنون عربيًا والأقدم لأكثر من 130 عامًا، قبل أن تجدد بمبناها الحديث عقب وقوع حريق تعرضت له دار الأوبرا الخديوية، لتواصل إشعاعها الفني والثقافي، من خلال فتح أبوابها للإبداع المصري والعربي والعالمي بكل أطيافه، وأصدرت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية مؤخرًا قرارًا بتولي د.خالد داغر رئاستها، خلفًا للدكتور مجدي صابر.
تطوير وطموحات
وفي أول حوار لرئيس دار الأوبرا المصرية الجديد قال خالد داغر لموقع "القاهرة الإخبارية": "شرف كبير لي تكليفي بهذا المنصب وتولي رئاسة هذا الصرح العريق، فهي مسئولية كبيرة على عاتقي أتمنى أن أكون أهل لها، وسنعمل جميعًا في اتجاه واحد، ونتعاون في توصيل الرسالة التي أنشأ من أجلها هذا الصرح وهو نشر الوعي الثقافي، فلن نبخل نهائيًا في العمل وعملية التطوير والتي ستكون استكمالًا لما سبق".
وعن الملفات المنتظرة والتي سيقوم داغر بالعمل عليها يقول: "هناك ملفات إدارية، بجانب تطوير العروض والمهرجانات الفنية والفِرق، وإضافة عازفين وراقصين وسوليستات، بالإضافة إلى مغنيين من المواهب العظيمة الموجودة في مصر الذي لابد أن يكون لها مكان داخل دار الأوبرا المصرية فنحن لا نعتمد على تقديم عروض لفرق الأوبرا فقط، ولكن لإعطاء فرصة لكل مواهب مصر لكي تقف في هذا المكان طالما تقدم فن حقيقي".
أضاف: نستقبل أيضًا عروض من العالم كله سواء بشكل مباشر بدار الأوبرا أو في المهرجانات، على أن نوسع نطاق مشاركة الفرق الخارجية في عروض دار الأوبرا.
ابن دار الأوبرا
يعد خالد داغر واحدًا من أبناء دار الأوبرا المصرية حيث سبق أن تولى رئاسة البيت الفني للموسيقى والأوبرا والباليه، ليشعر بما يحتاجه هذا المكان، وآمال وطموحات العاملين، وحول ذلك يقول: أن يتولى رئاسة الأوبرا شخص من المكان فهو أمر يساعد في معرفة كل الإدارات والتفاصيل الداخلية، وهو يختلف عن فكرة أن يأتي شخص من الخارج ويبدأ في التعرف على الإدارات والأشخاص، لذلك فهو أمر مهم جدًا، وخبرة إضافية تمكنني من إدارة المكان لأنني أرى النقاط التي تحتاج للتدعيم والعمل عليها".
سيبدأ داغر أول أيام عمله رسميًا في منصبه الجديد يوم الأحد المقبل، ويقول: "سأقابل العاملين في الأوبرا ونبدأ في ترتيب أوراقنا ومناقشة عدد من الملفات، ووضع خطة تطوير حقيقية بدعم من وزيرة الثقافة".
وتابع قائلًا: لا نقصد بالتطوير التخلي عن الأشياء التقليدية، ولكن إضافة أشياء جديدة، فدار الأوبرا المصرية من المسارح القليلة في العالم التي تقدم تنوعًا فنيًا غير موجود، فمسارح العالم كلها غير متخصصة وتقدم موسيقى كلاسيكية وعروضًا راقصة، بينما دار الأوبرا المصرية تقدم عروضًا موسيقية عربية وكلاسيكية وباليه وفرقًا عالمية وهذا التنوع مهم، وأحرص على هذا التنوع الذي يقدم للجمهور المصري ورواد الأوبرا كل الأشكال الفنية المختلفة".
مهرجان الموسيقى العربية والقلعة
وحول إمكانية وجود نجوم عرب في حفلات بدار الأوبرا بخلاف مشاركتهم في مهرجان الموسيقى العربية يقول: "مهرجان الموسيقى العربية ليس هدفه حشد النجوم، لأن نجوم الغناء يتواجدون بالأوبرا في حفلات طوال العام، بينما يمثل المهرجان حالة أو احتفالية الأساس فيها هو مؤتمر الموسيقى العربية، وكانت أول دورة له عام 1932 بهدف دراسة تحديات الموسيقى العربية وتقديم أبحاث ومناقشتها تساهم في تطوير الموسيقى العربية سواء العزف أو الغناء، وهو هدف أساسي بينما تواجد النجوم ليس هدفًا أساسيًا لهم لأنهم موجودون طوال الوقت".
وأضاف: "بجانب مهرجان الموسيقى هناك مهرجان القلعة، والذي تحرص عليه دار الأوبرا، ويُقدم للجمهور البسيط والأسرة المصرية، ويستضيف النجوم ويكون دخول الجمهور شبه مجاني وهو دور مهم جدًا أن نقدم للناس مثل هذه السهرات الفنية على مستوى راقٍ ومن العالم كله، فمهرجان الموسيقى العربية يقدم موسيقى من الوطن العربي بينما القلعة يقدم عروضًا وموسيقى من العالم، ليس فقط غنائية ولكن فنون أدائية وراقصة".
المنصب لن يمنعني من هوايتي
كان لـ "داغر" إسهامات كثيرة في وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال الفنية سواء السينما والدراما التليفزيونية، ليعلق على موقفه من استكمال هذا الطريق بعد توليه رئاسة الأوبرا قائلًا: "لا يمكن أن يمنعني منصبي عن الهواية التي أحبها والخاصة بالتأليف الموسيقي، فالوظيفة لن تؤثر على هوايتي لأن لدي الوقت لأقدم إنتاجًا خاصًا بالأعمال، واحتكاكي بالأوبرا والفرق المختلفة والأنماط الموسيقية يثري عندي تقديم أفكار جديدة بالموسيقى".
وعن مشاريعه الموسيقية الجديدة قال: "انتهيت من وضع الموسيقى التصويرية لفيلم "ليلة العيد" مع يسرا وسامح عبد العزيز وسميحة أيوب والمؤلف أحمد عبد الله، ويضم باقة من نجوم مصر، كما استكمل الجزء الثاني من مسلسل "رمضان كريم"، ومسلسل آخر لموسم رمضان أيضًا".
وعن تكرار تعاونه مع المخرج سامح عبد العزيز حيث يجمعهما حوالي 4 أعمال يقول: "تلاقينا فنيًا منذ الفيلم الأول بيننا وهو "صرخة نملة" ثم مسلسل "الحارة"، فهو يمتلك ذائقة موسيقية مختلفة ومميزة".