أكد خبراء استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع في حربه الأخيرة على لبنان، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
أدلة جديدة
أظهرت صور لبقايا ذخائر في جنوب لبنان فحصها ستة خبراء أسلحة مختلفين بقايا نوعين مختلفين من الذخائر العنقودية الإسرائيلية عُثر عليها في ثلاثة مواقع مختلفة، وهي جنوب نهر الليطاني في وديان وادي زبقين، ووادي برغوز، ووادي دير سريان.
وتعد هذه الأدلة أول مؤشر على استخدام إسرائيل للذخائر العنقودية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن منذ استخدامها في حرب لبنان عام 2006.
كما ستكون هذه هي المرة الأولى التي يُعرف فيها أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم النوعين الجديدين من الذخائر العنقودية التي عُثر عليها، وهما صاروخ باراك إيتان M999 عيار 155 مم، وصاروخ رام إيتان الموجه عيار 227 مم.
الذخائر العنقودية هي قنابل معبأة في حاويات تُطلق العديد من الذخائر الصغيرة أو "القنابل الصغيرة" على مساحة واسعة تعادل مساحة عدة ملاعب كرة قدم. ويُحظر استخدام الذخائر العنقودية على نطاق واسع، إذ إن ما يصل إلى 40% من الذخائر الصغيرة لا تنفجر عند الاصطدام، ما يشكل خطرًا على المدنيين الذين قد يعثرون عليها لاحقًا ويموتون عند انفجارها.
تشويه المدنيين
قالت تامار جابلنيك، مديرة تحالف مناهضة الذخائر العنقودية: "نعتقد أن استخدام الذخائر العنقودية يتعارض دائمًا مع واجب الجيش باحترام القانون الإنساني الدولي، نظرًا لطبيعتها العشوائية وقت استخدامها وبعدها".
وأضافت: "إن تأثيرها الواسع النطاق يعني أنها لا تستطيع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، كما أن بقايا الذخائر العنقودية تقتل وتشوه المدنيين لعقود بعد استخدامها".
وتضمنت الصور بقايا ذخيرة عنقودية، ذخيرة متطورة مضادة للأفراد من طراز M999 باراك إيتان عيار 155 مم، أنتجتها شركة "إلبيت سيستمز" للمقاولات الدفاعية عام 2019، من قبل ستة خبراء أسلحة مختلفين.
وصرّح محللو أسلحة أن من بين بقايا الذخائر صاروخًا موجهًا من طراز "رام إيتان" عيار 227 ملم، وهو نوع جديد من الذخائر العنقودية طورته شركة "إلبيت سيستمز". صُنعت هذه القذيفة تحديدًا عام 2017، ويتضح ذلك من رمز دفعتها.
من جانبه، لم يؤكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أو ينفِ استخدامه للذخائر العنقودية، لكنه زعم أنه "يستخدم فقط الأسلحة المشروعة، وفقًا للقانون الدولي، مع تخفيف الأذى الذي يلحق بالمدنيين".
لبنان الملغوم
للبنان، على وجه الخصوص، تاريخ مؤلم مع الذخائر العنقودية. فقد أمطرت إسرائيل لبنان بأربعة ملايين قنبلة عنقودية في الأيام الأخيرة من حرب عام 2006، ويُقدَّر أن مليون قنبلة منها لم تنفجر.
ولا يزال وجود القنابل العنقودية غير المنفجرة يُعرّض الحياة في جنوب لبنان للخطر، حيث استشهد أكثر من 400 شخص بسبب هذه القنابل منذ عام 2006.
أدت حرب إسرائيل، التي بدأت في أكتوبر 2024 وأسفرت عن استشهاد ما يقرب من 4000 شخص في لبنان ومقتل حوالي 120 شخصًا في إسرائيل، إلى إضعاف حزب الله. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تشن غارات جوية شبه يومية على البلاد، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي.