الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب يضغط عسكريا ومادورو يغني للأمريكان "السلام نعم.. الحرب لا"

  • مشاركة :
post-title
مادورو يعلن استعداده للحوار مع إدارة ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع ممثلي الإدارة الأمريكية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط التي تمارسها واشنطن عليه سياسيًا وعسكريًا، وسط اتهامات متبادلة ومحاولات فاشلة لحلحلة الأزمة السياسية المستمرة في البلاد.

تصعيد الضغوط

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إنه مستعد لإجراء محادثات وجهًا لوجه مع مسؤولي إدارة ترامب، وذلك مع تزايد الضغوط الأمريكية عليه، إذ جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يستبعد نشر قوات برية في فنزويلا، الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

واتهمت إدارة ترامب الرئيس مادورو، الذي اعتبرت عدة دول أن إعادة انتخابه العام الماضي غير شرعية، بأنه يقود كارتل مخدرات، ونفى مادورو الاتهامات، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي لإشعال حرب والسيطرة على احتياطيات النفط الفنزويلية.

ومنذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير الماضي، زادت واشنطن ضغوطها، ورفعت المكافأة مقابل معلومات تؤدي للقبض على مادورو إلى خمسين مليون دولار، كما أطلقت في أغسطس الماضي عملية لمكافحة المخدرات تستهدف قوارب تتهمها بنقل مخدرات إلى الولايات المتحدة.

عمليات عسكرية

وأسفرت الضربات الأمريكية على السفن المشتبه بها عن مقتل أكثر من ثمانين شخصًا، معظمهم في منطقة الكاريبي وبعضهم في المحيط الهادئ، وقال وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث إن هدف عملية "الرمح الجنوبي" هو إزالة ما وصفه بإرهابيي المخدرات من نصف الكرة الغربي، لكن خبراء قانونيين، وفق "بي بي سي" البريطانية، شككوا في شرعية الضربات لعدم تقديم واشنطن أدلة على حمل تلك القوارب للمخدرات، كما أنه من غير الواضح تأثيرها الفعلي على تدفق المخدرات عبر الحدود مع المكسيك.

حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس جيرالد فورد

أثار حجم الانتشار العسكري الأمريكي، الذي يضم حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد، تكهنات بأن الهدف الحقيقي هو إزاحة مادورو، وتلقى ترامب أسئلة عديدة بشأن خطط حكومته، وقدم أجوبة بدت متناقضة؛ إذ قال وفق قناة "سي بي إس" في 3 نوفمبر الجاري إنه لا يعتقد أن حربًا ستندلع مع فنزويلا، لكنه أكد لاحقًا أنه لا يستبعد وجود قوات أمريكية على الأرض، كما أشار إلى احتمال التحدث مباشرة مع مادورو قائلا إنه يتحدث إلى الجميع.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تعتزم تصنيف كارتل دي لوس سولس، الذي تزعم واشنطن أن مادورو يقوده، كمنظمة إرهابية أجنبية، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 24 نوفمبر، واعتبر البعض التأخير إنذارا نهائيا لمادورو للدخول في مفاوضات أو مواجهة إجراءات أكثر صرامة.

ويجعل هذا التصنيف تقديم الدعم المادي للمجموعة أمرًا غير قانوني، كما يهدف بحسب البيت الأبيض إلى القضاء التام على وجود هذه المنظمات وقدرتها على تهديد الولايات المتحدة.

دعم للضربات

يرى محللون أن إدارة ترامب قد تستخدم تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية لتبرير الضربات ضد كارتل دي لوس سولس داخل فنزويلا، كما استندت سابقًا إلى خطر القوارب المشتبه بها في الكاريبي.

ووجّه مادورو رسائل مباشرة للشعب الأمريكي، بل تحدث وغنّى باللغة الإنجليزية، وقال يوم الاثنين الماضي: "الحوار والاتصال نعم، السلام نعم، الحرب لا"، مؤكدًا استعداده للتحدث مباشرة مع أي مسؤول أمريكي يريد الحوار مع فنزويلا.

وفشلت محاولات التفاوض السابقة، بما في ذلك المحادثات بين المعارضة وحكومة مادورو بوساطة نرويجية في باربادوس، وكذلك جهود سابقة بدعم من الفاتيكان.

تحركات المعارضة

في المقابل، تعمل زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، على تشجيع الجيش على تغيير موقفه والانقلاب على مادورو، وتنتقد ماتشادو حكومة مادورو التي تصفها بالبنية الإجرامية، وتدعو الشعب إلى الاتحاد لإسقاطه، كما تناشد قوات الأمن تغيير موقفها.

ونشرت ماتشادو الثلاثاء ما وصفته ببيان الحرية، عرضت خلاله رؤيتها لفنزويلا بعد مادورو، وقالت في مقالها إن البلاد تقف على حافة عصر جديد يسود فيه احترام الحقوق الطبيعية، مؤكدة ضرورة محاسبة مادورو وحلفائه على ما وصفته بالجرائم ضد الإنسانية، ومنها سوء معاملة السجناء السياسيين.