قال سفير السودان لدي الولايات المتحدة الأمريكية محمد عبدالله إدريس، إن حكومة بلاده لم ترفض أي هدنة منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أنها شاركت في مفاوضات جدة ووقّعت "إعلان جدة" في 10 مايو 2023، ثم اتفاق جدة في 20 مايو من العام نفسه، وهو اتفاق تضمن بنودًا كفيلة بوقف القتال منذ ذلك الوقت.
وأوضح إدريس في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم التزام الدعم السريع بما وقّعت عليه، مؤكدًا ضرورة إلزامها بتنفيذ تعهداتها قبل الحديث عن أي لقاءات أو خطوات سياسية جديدة.
وأضاف أن هذا الموقف لا تعبر عنه الحكومة السودانية وحدها؛ إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي أن الدعم السريع يطلق الوعود دون تنفيذ، كما اقترح الأمين العام للأمم المتحدة هدنة إنسانية في يونيو الماضي وافقت عليها الحكومة السودانية ورفضتها الدعم السريع، الأمر الذي اكتفى المجتمع الدولي إزاءه ببيانات القلق والإدانة التي لا توقف نزيف الضحايا في دارفور.
وذكر السفير محمد عبدالله إدريس، أن "العملية العسكرية في السودان مستمرة لأن الجيش السوداني دافع عن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وعن وحدة وسيادة البلاد"، مؤكّدًا أن ما يجري "ليس مجرد حرب تشنها قوات الدعم السريع على الشعب السوداني، بل حرب مدعومة خارجيًا بشكل واضح".
وأشار إلى أن الحرب تتواصل لأن "الدعم السريع تطلق تصريحات لغرض التصريحات والعلاقات العامة فقط"، مشيرًا إلى أن الهدنة التي كثر الحديث عنها قدمت بشأنها الحكومة السودانية ملاحظات محددة، وقد لاقت هذه الملاحظات آذانًا صاغية لدى شركاء السودان وأشقائه، وفي مقدمتهم مصر والسعودية والولايات المتحدة.
وتابع السفير مؤكدا أن من بين أبرز الملاحظات أن الدعم السريع يقدّم وعودًا لا يلتزم بتنفيذها، لافتًا إلى أن هذا الأمر "جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي في تصريحه الصادر يوم الأربعاء الماضي".
وججه سفير السودان لدي الولايات المتحدة الأمريكية، الشكر لمصر قيادةً وشعبًا ووزارة الخارجية على جهودها المتواصلة لدعم السودان والسعي لإيجاد حلول عاجلة لوقف الحرب، وتمكين الشعب السوداني من الخروج من الظروف التي فُرضت عليه.
ولفت إدريس إلى أن السفارة السودانية في واشنطن تتابع التطورات على المستوى الأمريكي، سواء على صعيد وزارة الخارجية الأمريكية أو الكونجرس، إضافة إلى التواصل مع وسائل الإعلام وقادة الرأي ومراكز الأبحاث، إلى جانب تنسيق مستمر مع الجاليات السودانية.
وأضاف أن هناك تنسيقًا وثيقًا مع السفارتين المصرية والسعودية بهدف توفير الحماية للمدنيين في دارفور، وخاصة في الفاشر، بعد الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها الدعم السريع، والتي تستهدف مجموعات إثنية بدوافع عنصرية بهدف السيطرة على أراضيها.
وأشاد السفير بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر والسعودية لوقف تدفق السلاح إلى الدعم السريع، ووقف نزيف الدم، وحماية السكان، كما ثمّن الحراك المصري، مشيرًا إلى لقاء وزير الخارجية المصري بنظيره التشادي اليوم، لكون تشاد دولة محورية بحكم جوارها المباشر لولايات غرب وشمال دارفور وما تواجهه من تحديات إنسانية كبيرة.
وأكد "إدريس" أن الدور المصري البارز يتكامل مع التحرك الأمريكي على المستويين التنفيذي والتشريعي ومع الجهود الدولية، ولا سيما اجتماعات مجلس حقوق الإنسان ومجموعة السبع في طوكيو ومنظمة البحيرات الكبرى.