شهدت فعاليات النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفيلم الوثائقي الطويل "مثلث الحب" للمخرجة آلاء محمود، الذي يُعرض ضمن قسم العروض الخاصة، مقدمًا تجربة إنسانية عميقة مليئة بالذكريات والمشاعر.
يستند الفيلم إلى قصة شخصية تحمل الكثير من الصدق والحميمية، إذ تدور أحداثه حول العلاقة التي جمعت بين آلاء ومصطفى بالدكتورة مها الشناوي، التي شكّلت محور حياتهما وأصبحت صلة وصل بينهما حتى رحيلها وبعد مرور عامين على وفاتها، يعود الاثنان عبر رحلة تذكر استعادية، يستحضران فيها تفاصيل علاقتهما بها، وما تركه غيابها من ألم وحنين.
وفي تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أعربت المخرجة المصرية آلاء محمود عن سعادتها بعرض فيلمها الأول في مهرجان القاهرة السينمائي، قائلة: "أعتبر مهرجان القاهرة السينمائي بيتي الثاني، لأن بيتي الأول هو معهد السينما، فكان لدي حلم قديم أن أقدم أول أفلامي في مهرجان عريق مثل القاهرة، وقد تحقق اليوم، وهذا يشعرني بسعادة وفخر كبيرين".
وأضافت أنها اختارت أن يكون عملها الوثائقي عن الحب، لأنه من وجهة نظرها أسمى معاني الإنسانية، مشيرة إلى أن علاقتها بالدكتورة مها كانت "استثنائية"، وأن الفيلم هو بمثابة هدية ووفاء لذكراها، وتوثيق لتجربتها المؤلمة في مواجهة مرض السرطان بشجاعة نادرة.
وكشفت المخرجة أن رحلة تصوير الفيلم امتدت لعشر سنوات كاملة، موضحة: "أمضيت أول خمس سنوات أصور رحلتها المرضية وبعد رحيلها المفاجئ، أصبت بصدمة نفسية حادة واكتئاب عميق، ولم أستطع استيعاب غيابها، فقد كانت قريبة إلى قلبي بشكل لا يوصف، ثم استغرقت خمس سنوات أخرى لأستعيد قدرتي على استكمال المشروع وإخراجه للنور".
وأكدت آلاء محمود أن دوافعها لإنجاز هذا العمل لم تكن فنية فقط، بل إنسانية بالدرجة الأولى، لاقتناعها بأن تجربة دكتورة مها تستحق التوثيق والعرض، وأن قوة شخصيتها وإصرارها على مواجهة المرض حتى اللحظات الأخيرة من حياتها يجب أن تروى ويتم تخليدها.
وتطرقت المخرجة المصرية إلى كواليس التعاون مع الموسيقار تامر كروان، مؤكدة أنها تواصلت معه لأول مرة بشكل عفوي عبر رسالة على حسابه الشخصي في "الفيس بوك" خلال عامها الدراسي الأول في معهد السينما، قائلة: "كنت متهورة وقتها، فطلبت منه تقديم موسيقى فيلم لمخرجة جديدة، ولم أتوقع أنه سيرد، لكنه رحب وطلب مشاهدة مقاطع من العمل، ثم دعاني إلى الاستوديو الخاص به، فكان داعمًا بشدة للتجربة، وظل يسألني باستمرار عن سبب تأخر انتهاء الفيلم حتى انتهى أخيرًا، وحققت الحلم".
واختتمت آلاء محمود حديثها بالتأكيد على أن أصعب ما واجهته خلال هذه التجربة السينمائية هو رحيل الدكتورة مها الشناوي، أستاذة الإخراج بالمعهد العالي للسينما، موضحة أنها قبل رحيلها وافقت على توثيق رحلتها المرضية بدافع الحب والثقة، وأنها كانت الرفيقة الحقيقية لها في أصعب فترات حياتها.