الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأمم المتحدة في سوريا: ضحايا الزلزال تصل لـ6 أضعاف الأرقام المعلنة

  • مشاركة :
post-title
زلزال - ارشيفيه

القاهرة الإخبارية - هند المغربي

فاقم الزلزال الذي هز أرجاء سوريا وتركيا وأسفر عن آلاف الضحايا والمصابين من الأزمات الإنسانية خاصة في سوريا التي تعاني من صراعات منذ أكثر من 12 عامًا، ووفق برنامج الأغذية العالمي، فقبل الزلزال كان هناك 12 مليونًا في سوريا يواجهون انعدام الأمن الغذائي، كما يواجه 2.9 مليون آخرون خطر الانزلاق إلى الجوع، ما يعني أن 70 في المئة من السكان قد لا يتمكنون قريبًا من توفير الطعام لأسرهم.

أجري موقع الأمم المتحدة حوارًا حصريًا مع المصطفى بن المليح، القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا للوقوف على آخر تطورات الوضع في المناطق المنكوبة، وأشار خلال حواره الى لجوء 20 ألف شخص إلى المدارس، وخاصة الأطفال والسيدات، بسبب سوء الأحوال الجوية وسقوط الثلج في بعض المناطق، لافتًا إلى أن الأرقام المعلنة التي تشير إلى وفاة 800 شخص وإصابة نحو ألفين، ليست دقيقة، بل إنها قد تصل لمعدل خمس إلى ست أضعاف هذا العدد؛ لأننا لم نصل إلى كل المناطق التي تضررت، مؤكدًا أن هناك قلقًا من تفشي الكوليرا في سوريا بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي زادها الزلزال سوءًا.

حدثنا عن آخر تطورات الوضع على الأرض الآن وخاصة في المناطق المتأثرة بالزلزال؟.. هل لديكم إحصائية بشأن الأضرار في هذه المناطق؟

ليست لدينا إحصائيات كاملة لأننا لا نزال في إطار تقييم انعكاسات الزلزال على المنطقة الشمالية، بما في ذلك حلب وحمص، وحماة واللاذقية وطرطوس، ولدينا فرق هناك تحاول تقييم الاحتياجات، لكن الوضع صعب جدًا لأن سوريا قبل الزلزال كانت تمر بوضع سيئ ومزرٍ جدًا نسبة لأعوام الحرب الـ12.

هناك الأزمة اقتصادية والأزمة اللبنانية وجائحة كـوفيد-19، إلى جانب أزمات أخرى مثل أزمة ارتفاع أسعار الوقود بشكل لا يمكن تصوره. حتى قبل الزلزال، وحاليا هناك أكثر من 20 ألف شخص لجأوا إلى المدارس، وخاصة الأطفال والسيدات، وهم في حاجة إلى دعم كبير، هذا من جهة.

من جهة أخرى، وبالإضافة إلى الزلزال، هناك أحوال الطقس، فالجليد والبرد في سوريا يصل إلى درجة التجمد، وبالتالي صارت هناك أزمة داخل أزمة.

وبالنسبة للمناطق الأخرى مثل اللاذقية فهي تواجه تقريبًا المشكلات نفسها، فهي تعاني من تضرر النظام المائي. وخزانات المياه بها يمكن أن تنهار في أي لحظة، وبالتالي تسبب أضرارًا للناس الذين يسكنون بالقرب منها. وفي الوقت نفسه، أثّر الزلزال على البنية التحتية، وبات التنقل من جهة إلى أخرى صعبًا جدًا.

ما المناطق الأخرى التي تضررت بشدة من هذا الزلزال؟

 حلب، حماة، اللاذقية، وطرطوس وكل ما بينها؛ لأن هناك صعوبة في الوصول إلى المناطق النائية. أنا أتحدث عن المدن التي تملك إمكانيات أكثر من المناطق النائية. أتصور أن هناك مناطق نائية لم نصل إليها حتى الآن للتعامل مع هذه الأزمة. وتشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السورية إلى وفاة 800 شخص وإصابة نحو ألفين، لكن الحقيقة أن الأرقام قد تصل إلى معدل خمسة إلى ستة أضعاف هذا العدد لأننا لم نصل إلى كل المناطق التي تضررت.

ما الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة حاليا لمساعدة المتأثرين بالزلزال؟

الآن لا نزال نستخدم كل مخزونات ومستودعات الغذاء والخيام التي كانت بحوزتنا، التي كانت مخصصة للتعامل مع الأزمة السورية لأكثر من عشر سنوات، وسينتهي هذا المخزون، لأن حجم الاحتياجات الإنسانية المطلوبة كبير، ولابد من إعطاء سوريا ما تستحقه من الدعم.

نقدم الآن الدعم الغذائي، مستخدمين المطابخ لإعداد الطعام، ويتم توزيع مجموعات المستلزمات الطبية والدواء وكذلك الملابس الشتوية وكل ما يلزم في مثل هذا الإطار الطارئ، وكذلك المساعدة في تنسيق العمل الميداني والاتصال مع الحكومة حتى لا يكون هناك ازدواج في العمل.

ذكرتم أن الأزمة في سوريا باتت الآن "مزدوجة" لأن الزلزال حدث في خضم أزمات موجودة أصلًا مثل تفشي الكوليرا إضافة إلى الشتاء القاسي والأحداث المرتبطة بهذا الشتاء مثل الأمطار الثلجية والعواصف.. هل هناك خطة طارئة للتعامل مع كل هذه الأزمات؟

نحن الآن في إطار تنسيق وتقييم الاحتياجات، وبعد ذلك نضع خطة للتعامل مع التداعيات المتعلقة بالأمد القريب مثل الكوليرا، وتقوم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بالتوعية. هناك جهود جارية لتجنب تفشي الكوليرا من جديد داخل المستشفيات والملاجئ. هناك أيضًا استراتيجية لإعادة إصلاح ما تدمر وهذا ما يسمي بالإنعاش المبكر.

أما استراتيجيتنا خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة للاستجابة للأزمة الحالية فهي التنسيق، وتجنب الازدواجية في الجهود، والاستجابة لكل الاحتياجات الأساسية بما في ذلك التعليم والصحة والمواد الغذائية وغير الغذائية، لكن في الوقت نفسه ننظر إلى ما بعد ذلك، حتى لا تتفاقم المشكلات، والأهم بالنسبة لنا هو الدعم اللوجيستي والسياسي. ونحن على اتصال مباشر مع الحكومة للوصول إلى المتضررين حتى لا تحدث أي مشكلات فيما يتعلق بالوصول إلى المستفيدين والمحتاجين، وبالتالي فإن الطرف الأول هو التنسيق والطرف الثاني هو إعادة إصلاح ما تضرر من خلال عملية الإنعاش المبكر.

ما وضع الأطفال في المناطق المتأثرة بالزلزال؟

يمر الأطفال بصدمة، إنهم خائفون من الزلزال ومن العودة إلى منازلهم. تحدثت مع ممثلة اليونيسيف وأخبرتني أن الأطفال يعانون من أزمة نفسية كبيرة، فهم كانوا مصدومين من قبل بسبب الحرب. وهناك خطة من اليونيسيف والمنظمات الأخرى مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان للتعامل مع قضية الأطفال، وكذلك قضية العنف ضد المرأة. يدخل هذا ضمن نطاق عملنا الآن.

فالأطفال تضرروا كثيرًا، وحسب ممثلة اليونيسيف فمن المهم أن يكون لديهم الآن المأوى الآمن الذي يخلو من المشكلات، ولكن في الوقت نفسه العودة إلى المدارس أمر مهم للغاية.

هل لديك رسالة ترغب في توجيهها إلى أهل سوريا؟

لدي رسالة إلى الأهل في سوريا وإلى الداعمين من خارج سوريا. هناك إمكانية أن يدعم الجميع سوريا والمتضررين عبر أدوات خاصة بذلك، وكذلك هناك حاجة إلى عدم تسييس العمل الإنساني في سوريا. نحن منظمات نهتم بالقضايا الإنسانية أولًا، ونحتاج إلى عدم تسييس العمل الإنساني والسماح لنا بالعمل والوصول إلى المحتاجين أينما كانوا، ولابد أن تكون هناك موارد. سوريا متضررة ولا تحظى بما تستحقه من عناية من ناحية التغطية الإعلامية الدولية مقارنة بتركيا، لكن حجم الاحتياجات الإنسانية في سوريا أيضًا كبير ولابد من إعطائها ما تستحقه من الدعم من كل الجهات وخاصة الدول العربية التي يتعين عليها مساعدة سوريا والمحتاجين والمتضررين فيها لأن الاحتياجات كبيرة.

وسوم :