خلّف زلزال تركيا وسوريا دمارًا مروعًا، أحدث خسائر فادحة، إنسانيًا وماديًا، وفق آخر إحصاءات معلنة خلّف الزلزال المدمر أكثر من 7100 ضحية، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف إصابة، ومن المتوقع أن تزيد أعداد الضحايا لأكثر من 10 آلاف شخص، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي.
وفي فجر الاثنين، قُتل وأصيب الآلاف في زلزال قوي (7.8 درجة بمقياس ريختر) ضرب جنوب شرقي تركيا قرب الحدود السورية وأجزاء واسعة من شمال وغرب سوريا، وأعقب هذا الزلزال، الذي كان مركزه بالقرب من مدينة غازي عنتاب، زلزال آخر بنفس الشدة تقريبا (7.7 درجات بمقياس رختر) وكان مركزه شمالي غازي عنتاب.
ووفق بيان الرئاسة التركية فقد تضررت 10 مدن تركية بالزلزال، هي: غازي عنتاب، وقهرمان ماراش، وهاتاي، وعثمانية، وأديامان، ومالاتيا، وشانليورفا، وأضنة، وديار بكر، وكيليس.
وقال مصطفى إرديك، مدير "مرصد قنديللى" للزلازل في جامعة البوسفور التركية ومدير معهد البحوث الزلزالية التركي، في حديثٍ صحفي، إن الزلزال يضاهي في قوته 130 قنبلة ذرية.
أضرار مادية
وفق تقرير قناة CNBC News، المختصة بالشأن الاقتصادي، فإن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي أكدت انهيار نحو 3450 مبني في سوريا وتركيا، ومن بين المباني التي دمرت قلعة غازي عنتاب بتركيا، التي يرجع تاريخها لحقبة الإمبراطورية الرومانية، وهي معلم تاريخي صمد لأكثر من ألفي عام.
كما نقلت تقارير سورية عن تصدع في سد ميدانكي في منطقة عفرين جراء الزلزال
هذا بالإضافة إلى تضرر مستشفى الدانة بأضرار جسيمة وإخلائه بالكامل
كما أعلنت هيئة الدفاع المدني في الشمال السوري عن انهيار 150 مبنى بشكل كامل و330 بشكل جزئي وتصدع آلاف المباني في شمال غربي سوريا.
ووفق تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أكد أنه من المتوقع أن يصل التأثير الاقتصادي لأكثر من مليار دولار أمريكي جراء الزلزال.
المؤشر الاقتصادي
من جانبها، أوضح تقرير قناة CNBC News، الأمريكية، أن التكلفة الاقتصادية للزلزال بشكل عام ستصل إلى -1.6% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وقد يستمر تأثير هذا لمدة تصل إلى 8 سنوات
وأضاف التقرير أن التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية في تركيا وسوريا تصل لأكثر من مليار دولار وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، هذا بخلاف المساعدات التي قدرها البعض بانها ربما ستكون أضعاف هذه الخسائر.
من جهة أخرى، وصلت خسائر الليرة التركية إلى أدني مستوياتها على الإطلاق (18.82 مقابل الدولار).
في غضون ذلك فشلت محاولات البورصة في تجنب الشركات للخسائر، إذ خسر مؤشر الأسهم التركية الرئيس 7.5% من قيمته اليوم الثلاثاء، وسط تحذيرات أولية من خبراء في هندسة الأرض والجغرافيا من هزات ارتدادية عنيفة، ومخاوف من "تسونامي" مدمر.
وبحسب تقرير للموقع البريطاني المتخصص في الأسواق "آرتمايز" فإن غالبية الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذا الزلزال المدمر من المرجح أن تكون غير مؤمنة، ما يؤدي إلى خسارة على الأرجح ستكون قليلة لقطاع التأمين وربما صناعة إعادة التأمين.
قطاع النفط والغاز
وفيما يتعلق بقطاع النفط والغاز، الذي تأثر بصورة واضحة، بعدما تم تعليق صادرات النفط من خط أنابيب حكومة إقليم كردستان وتركيا.
كذلك تم إغلاق مصفاة بانياس الرئيسية بسوريا، بعد تعرضها لأضرار، كذلك تم إيقاف العمليات في محطة النفط بميناء جيهان التركي، كما تضرر ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد
كما تم تعليق إعادة تصدير النفط الأذربيجاني إلى أوروبا والذي يصل لـ1.2 مليون برميل نفطي يوميًا وتعليق تحميل النفط الخام القادم من العراق الذي يصل إلى 500 ألف برميل نفطي يوميًا.
وفي تلك الأثناء قال أوفغون أحمد أركان، المتخصص الجيولوجي التركي، عبر حسابه على موقع "تويتر"، إن "كلفة الزلزال تتراوح بين 35 و50 مليار دولار، بينما يبلغ العجز التجاري المحلي والخارجي لتركيا 110 مليارات دولار"، مضيفًا أن كلفة وفاة شخص واحد بسبب الزلزال تصل إلى 1.2 مليون دولار، مشيرًا إلى أن "ذلك سيؤدي إلى تراجع التنمية في تركيا".