نفى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كاش باتيل، خلال شهادته أمام الكونجرس اليوم الأربعاء، أن يكون تحدث مع الرئيس دونالد ترامب بشأن ملفات جيفري إبستين، وألقى باللوم على أوامر المحكمة الأخيرة التي منعته من نشر وثائق المكتب الفيدرالي المتعلقة بإبستين.
وخلال الجلسة، ركَّز الديمقراطيون إلى حد كبير على إبستين، وهو مجرم جنسي مُدان، في سلسلة استجوابهم لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، وانتقدوا باتيل لرفضه الكشف عن جميع المواد التي بحوزة المكتب، حسبما نقل موقع "أكسيوس".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر الديمقراطيون في مجلس النواب صفحة يُزعم أن ترامب كتبها في كتاب عيد ميلاد إبستين في عام 2003، مع رسم فاحش لجسم امرأة.
وردَّ "باتيل" على سؤال للنائب إريك سوالويل (ديمقراطي من كاليفورنيا)، قائلًا إن ترامب لم يكن أبدًا مخبرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية إبستين، كما قال للنائبة زوي لوفجرين (ديمقراطية من كاليفورنيا) إنه لا يعلم عدد مرات ظهور اسم ترامب في ملفات إبستين، وأضاف أنه لا توجد صور تُظهر ترامب مع فتيات في "أعمار غير محددة".
وقبلها، أدلى باتيل بشهادته يوم الثلاثاء، عندما قال إنه "لا توجد معلومات موثوقة" تفيد بأن إبستين كان يتاجر بالقاصرين مع آخرين.
صراع حزبي
شهدت جلسة استماع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أمام لجنة القضاء بمجلس الشيوخ ساعات من الاشتباكات الحزبية، بما في ذلك الشهادات بشأن ملفات إبستين والتحقيق في مقتل تشارلي كيرك.
وتأتي جلسة الاستماع في وقتٍ انتقدت فيه قاعدة ترامب المؤيدة لـ"لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا MAGA" باتيل وطريقة تعامله مع التحقيق في اغتيال كيرك، بينما دعم ترامب باتيل رغم الانقسام.
واشتبك باتيل، مرارًا وتكرارًا، مع الديمقراطيين في اللجنة، وتبادل الانتقادات اللاذعة، التي تحوَّلت إلى مباريات صراخ مع السيناتورين كوري بوكر (ديمقراطي من جيرسي) وآدم شيف (ديمقراطي من كاليفورنيا).
وتبادل بوكر وباتيل كلمات حادة بعد أن تساءل الأول عن سلوك مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، قائلًا: "المشكلة يا سيد باتيل، أعتقد أنك لن تبقى طويلًا.. أعتقد أن هذه قد تكون آخر جلسة استماع رقابية لك؛ لأنه -على الرغم من خضوعك لإرادة دونالد ترامب لا لدستور الولايات المتحدة الأمريكية- أثبت لنا دونالد ترامب في ولايته الأولى وفي هذه الولاية أنه ليس مخلصًا لأمثالك".
ووفق "أكسيوس"، في إحدى الحالات، أصبح تبادل الاتهامات بين باتيل وشيف بشأن إبستين حادًا للغاية لدرجة أن السيناتور تشاك جراسلي (جمهوري من ولاية أيوا) ضرب بمطرقته وطالب بالصمت.
وطلب شيف من باتيل أن يشرح من اتخذ قرار نقل جيسلين ماكسويل -المعروفة بارتباطها بإبستين- إلى معسكر سجن ذي إجراءات أمنية مشددة في أغسطس، وقال باتيل إن مكتب السجون هو الذي نقلها، فصاح شيف أتريد أن يُصدّق الشعب الأمريكي هذا؟ هل تعتقد أنهم أغبياء؟"
وبعد أن نفى باتيل ادعاء شيف، قال: "أنت أكبر محتال على الإطلاق دخل مجلس الشيوخ الأمريكي.. أنت عار على هذه المؤسسة وجبان تمامًا"، وأضاف "أنت مجرد مهرج سياسي في أحسن الأحوال".