كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، أن حكومته تجري حاليًا مفاوضات مع إسرائيل، خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس الثلاثاء.
وقال "الشرع" للصحيفة الأمريكية: "نحن نجري مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقطعنا شوطًا كبيرًا في طريق التوصل إلى اتفاق. لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها قبل 8 ديسمبر المقبل".
يقصد الشرع بـ8 ديسمبر، اليوم الذي سقط فيه نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وبدء الضربات الإسرائيلية في سوريا بعد الإطاحة به.
بعد سقوط بشار الأسد، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية رئيسية في مسعى شامل لتدمير القدرات العسكرية السورية، التي خلفها النظام السابق. استهدفت إسرائيل أسلحة كالأسلحة الكيميائية، وصواريخ هجومية دقيقة بعيدة المدى، والقوات الجوية السورية. إضافة إلى ذلك، شمل جزء من جهود إسرائيل ترسيخ وجود عسكري فعلي في جنوب سوريا.
دخلت سوريا في حرب مع إسرائيل قبل 50 عامًا، ثم عام 1974، وقعت اتفاقية فك الارتباط، التي دامت 50 عامًا. لكن عندما سقط نظام الأسد، ألغت إسرائيل هذه الاتفاقية، ووسعت وجودها في سوريا، وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، واحتلت أراضٍ جديدة.
وقال الشرع لواشنطن بوست: "شن الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 غارة جوية في سوريا منذ 8 ديسمبر، وشمل ذلك قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع السورية. لكن لأننا نريد إعادة إعمار سوريا، لم نرد على هذه الاعتداءات".
وأضاف أن التقدم الذي أحرزته إسرائيل في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية، متابعًا: "لطالما ادعت إسرائيل أن لديها مخاوف بشأن سوريا خوفًا من التهديدات التي تمثلها الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني. نحن من طردنا تلك القوات من سوريا".
وقال: "نخوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقطعنا شوطًا طويلًا في طريق التوصل إلى اتفاق. لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها التي كانت قائمة قبل 8 ديسمبر".
وأضاف: "الولايات المتحدة معنا في هذه المفاوضات، والعديد من الأطراف الدولية تدعم وجهة نظرنا في هذا الصدد. واليوم، وجدنا أن ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضًا، وسيدفع بأسرع وقت ممكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة".
جاءت تصريحات الشرع لواشنطن بوست، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل.
وصرّح مسؤول سوري لوكالة "فرانس برس"، سبتمبر الماضي، بأنه من المتوقع أن تتوصل الدولتان إلى عدة اتفاقيات أمنية وعسكرية بحلول نهاية العام.
وستكون هذه الاتفاقيات مستقلة عن انضمام سوريا إلى اتفاقيات إبراهيم، التي استبعد الشرع، مشيرًا إلى "احتلال" إسرائيل لمرتفعات الجولان، إمكانية الانضمام إليها في الوقت الحالي.
قال الشرع: "احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان لحماية إسرائيل، وهي الآن تفرض شروطها في جنوب سوريا لحماية مرتفعات الجولان. لذا، بعد بضع سنوات، ربما سيحتلون وسط سوريا لحماية جنوب سوريا. سيصلون إلى ميونيخ عبر هذا المسار".