كشف عدد من التقارير الإسرائيلية عن مفاوضات تجريها الولايات المتحدة، لإجلاء مقاتلي حماس المتواجدين داخل الأنفاق في الخط الأصفر بقطاع حماس إلى دولة ثالثة، فيما اقترح مسؤولون إسرائيليون صفقة تقضي بتعهد تل أبيب بعدم استهداف المقاومين مقابل تسليم أنفسهم، في تطور قد يُشكل نموذجًا لنزع سلاح حركة حماس مستقبلًا.
وذكرت القناة الإسرائيلية الـ12، أن الخيار المركزي المطروح حاليًا يتضمن نقل نحو 150 إلى 200 مقاتل من حماس إلى دولة ثالثة لعدة سنوات، على أن يُسمح لهم بالعودة حال تخلوا عن العمل المسلح.
وأشارت القناة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لتطبيق هذا النموذج على مقاتلي حماس في مدينة رفح الفلسطينية داخل الخط الأصفر، معتبرةً إياه "فرصة لتجربة آلية قد تُستخدم لاحقًا لنزع سلاح الحركة".
وأضافت القناة أن واشنطن تجري اتصالات مباشرة مع وزير الخارجية التركي ورئيس جهاز المخابرات التركي، لبلورة صيغة نهائية للخطة، في موازاة محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية في حكومته رون ديرمر، إلا أن العقبة الأساسية تكمن في غياب دولة توافق على استقبال المقاتلين رغم الوساطة التركية النشطة.
زيارة كوشنر والموقف الإسرائيلي
في السياق ذاته، وصل جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه السابق للشرق الأوسط، إسرائيل، أمس الأحد، ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو لبحث مواصلة تطبيق اتفاق إنهاء الحرب، إضافة إلى ملفات إنسانية وأمنية معلقة.
وأشارت القناة الـ12 إلى أن الموقف الإسرائيلي ما زال قيد النقاش داخل المستويات الأمنية والسياسية، وأن الاجتماعات المقبلة بين الوفود الأمريكية والإسرائيلية ستحدد مصير هذه المبادرة.
من جهة أخرى، أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين اقترحوا صفقة تقوم على استسلام مقاتلي حماس مقابل تعهد إسرائيل للولايات المتحدة بعدم استهدافهم.
ونقلت القناة الـ15 عن مصادر أن تل أبيب تدرك أن الضغط الأمريكي سيدفعها لإبداء مرونة في هذا الملف، خاصة أن الأمريكيين يضغطون لبدء تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، ولا تستبعد إسرائيل أن تضغط واشنطن للسماح لمقاتلي حماس بمغادرة المنطقة عبر ممر آمن.
شرط مسبق
يأتي هذا التطور بعدما سلمت كتائب القسام جثة النقيب هدار جولدن، الذي تم احتجازه عام 2014، في خطوة كانت شرطًا يتوجب على حماس تنفيذه مقابل السماح لها بإجلاء مقاتليها من داخل الخط الأصفر.
في المقابل، أكدت كتائب القسام، أمس الأحد، أن "الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع المقاتلين في مدينة رفح الفلسطينية، الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته"، مشددةً على أنه "لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو"، في رفض قاطع لأي مقترحات باستسلام المقاتلين أو إجلائهم.