تضغط الولايات المتحدة، ووسطاء آخرون على إسرائيل لإقناعها بالسماح بممر آمن لنحو 150 مسلحًا من حركة حماس محاصرين في أنفاق تحت الأرض بجنوب قطاع غزة، مقابل تسليم أسلحتهم، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ويقع أفراد حماس المحاصرون في شبكة أنفاق تحت ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهي المنطقة التي انسحبت إليها القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي.
وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه ناقش هذه المسألة مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مشيرًا إلى أن نتائج هذه المفاوضات قد تمثل "اختبارًا حقيقيًا" للجهود الرامية إلى نزع سلاح حركة حماس.
برز مصير المسلحين كمسألة حاسمة بعد أن أدت الاشتباكات بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى توتر شديد في وقف إطلاق النار الشهر الماضي.
ووفق مصدر مطلع على الوضع، كانت إسرائيل على وشك التوصل إلى اتفاق أولي لإخراج المقاتلين، لكن ضغوطًا سياسية من أطراف اليمين المتطرف في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولا سيما من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أجهضت التفاهمات بعد معارضة علنية.
وتزايدت حساسية الملف بعدما شهد جنوب غزة اشتباكات متقطعة بين القوات الإسرائيلية وأفراد حماس المحاصرين خلف الخط الأصفر منذ بدء سريان الهدنة، وأسفرت إحدى المواجهات الشهر الماضي عن مقتل جنديين إسرائيليين، ما دفع الجيش إلى تنفيذ ضربات جوية مكثفة أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، في أخطر اختبار لوقف إطلاق النار حتى الآن.
وفيما أعلنت حماس أنها فقدت الاتصال بمقاتليها في المنطقة منذ مارس الماضي، ونفت إصدار أي أوامر بمهاجمة القوات الإسرائيلية، ردّ جيش الاحتلال بأن هذه التصريحات "مجرد ذريعة لتبرير الخروقات".
قال وزير الدفاع في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل كاتس، يوم الجمعة الماضي، إنه أمر الجيش الإسرائيلي بتدمير جميع الأنفاق المتبقية في غزة.
وكجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، أطلقت حماس سراح آخر 20 محتجزًا على قيد الحياة كانت تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق سراح 2000 فلسطيني من السجون الإسرائيلية. كما كان مطلوبًا منها تسليم جثث 28 محتجزًا متوفاة، وحتى الآن، سلمت 22 جثة.