الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف الغزيين من تحول الخط الأصفر لوقف النار إلى حدود دائمة

  • مشاركة :
post-title
قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

نصبت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خطًا أصفر، يقسّم القطاع إلى قسمين، وعلى الرغم من أن ذلك الخط يرسّخ الانقسام الذي كان من المفترض أن يكون مؤقتًا، ومع تلاشي آمال الانتقال إلى المرحلة التالية من الهدنة، فإن التلويح بتعثرها قد تكون له عواقب وخيمة على مستقبل فلسطين.

بدأت قوات جيش الاحتلال بنصب علامات خرسانية صفراء كل 200 متر لتحديد المنطقة التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بحسب "ذا جارديان".

يقسّم الخط غزة إلى نصفين تقريبًا، في الجزء الغربي، بينما تسعى حماس إلى إعادة فرض سيطرتها في الفراغ الذي خلفه الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، أما النصف الآخر من غزة، الذي يغطي الجزء الشرقي من القطاع إضافة إلى الحدود الشمالية والجنوبية، تقوم قوات الاحتلال بتعزيز عشرات المواقع العسكرية وتطلق النار على أي شخص يقترب من الخط، سواء كان محددًا بكتل صفراء أم لا.

جيش الاحتلال يفرض الخط الأصفر في غزة

جسّد محمد خالد أبو الحسين، أب لخمسة أطفال يبلغ من العمر 31 عامًا، مخاوف الغزيين من المنطقة الصفراء، قائلًا: "في منطقتنا، لا تظهر الخطوط الصفراء بوضوح، لا نعرف أين تبدأ أو تنتهي، وأعتقد أنها أوضح في أماكن أخرى، لكن هنا، لا شيء محدد".

وأوضح أن منزل عائلته يقع في القرارة، شمال خان يونس وشرق الخط الأصفر مباشرة، في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي، قائلاً: "ما فائدة وقف إطلاق النار إذا كنت لا أستطيع العودة إلى منزلي".

وأضاف: "بمجرد اقترابنا من منازلنا، تبدأ الرصاصات تتطاير من كل اتجاه، وأحيانًا تحوم فوقنا طائرات مسيرة صغيرة، طائرات رباعية المراوح، تراقب كل تحركاتنا، بالأمس، كنت مع صديقي عندما تعرضنا فجأة لإطلاق نار كثيف، وألقينا بأنفسنا على الأرض وبقينا هناك حتى توقف إطلاق النار، لم أستطع الوصول إلى منزلي".

في الوقت نفسه أكدت إسرائيل، اليوم، أنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوزراء إن إسرائيل ستحدد بنفسها مكان وزمان ضرب أعدائها والدول التي سيُسمح لها بإرسال قوات لمراقبة الهدنة.

الخط الأصفر في غزة

وتابع: "إسرائيل دولة مستقلة، وسندافع عن أنفسنا بوسائلنا الخاصة وسنواصل تحديد مصيرنا بأنفسنا، لا نطلب موافقة أحد على ذلك، نحن نسيطر على أمننا".

بعد مرور أسبوعين على وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من 20 فلسطينيًا يُقتلون يوميًا في المتوسط، وكثير منهم بالقرب من الخط الأصفر، ما يعني أن عددًا قليلًا جدًا من النازحين يعودون إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

لا تزال العقبات السياسية هائلة أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي ستشمل نزع سلاح حماس واستبدالها بقوة تثبيت استقرار متعددة الجنسيات، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الخط الأصفر إلى مواقع أقرب إلى حدود غزة، ويعارض الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة أي انسحاب إضافي، وتدويل السيطرة على غزة.

في ظل هذا الجمود، يستمر الخط الأصفر في اتخاذ شكل أكثر ديمومة، ويشار إليه بشكل متزايد في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه "حدود جديدة"، وتوقع المراسل العسكري يواف زيتون، في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن يتطور الخط الأصفر إلى "حاجز عالٍ ومتطور سيقلص قطاع غزة، ويوسع النقب الغربي، ويسمح ببناء مستوطنات إسرائيلية هناك".

الخط الأصفر

وقال جيريمي كونينديك، رئيس مجموعة "لاجئون دوليون" الحقوقية والمسؤول السابق في وكالة المعونة الأمريكية: "يبدو الأمر وكأنه ضم زاحف فعلي لغزة".

وبموجب شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، فإن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الخط الأصفر يعني احتلاله 53% من قطاع غزة، ولكن تحليلًا أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عبر الأقمار الصناعية للعلامات الصفراء الجديدة أشار إلى أنها وضعت على بعد مئات الأمتار من الخط المقترح، وهو ما يمثل استيلاءً آخر كبيرًا على الأراضي.

واكتفى بيان سابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي بذكر أن العمل بدأ على تحديد الخط الأصفر بـ"حاجز خرساني بعمود مطلي باللون الأصفر، بارتفاع 3.5 أمتار"، بهدف "ترسيخ الوضوح التكتيكي على الأرض".

يتكدس معظم السكان الباقين على قيد الحياة، والذين يبلغ عددهم 2.1 مليون نسمة، في نصف مساحة القطاع، وسط الأنقاض التي خلّفتها سنتان من القصف الإسرائيلي، فيما بدا واضحا على أنه تقسيم غزة بشكل متزايد.