الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المواجهة مسألة وقت.. إيران تجهز ألفي صاروخ لجولة ثانية مع إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
صواريخ إيرانية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تعود طبول الحرب لتقرع من جديد في منطقة الشرق الأوسط، فبينما يخيم الصمت الحذر على سماء طهران وتستعد إسرائيل لاحتمال الضربة التالية، تتحدث التقارير عن سباق متسارع نحو إعادة بناء القوة الصاروخية الإيرانية، وفي ظل انقطاع قنوات التفاوض وعودة العقوبات، تبدو المنطقة أمام مشهد متوتر، إذ لا يفصل بين الهدوء والانفجار سوى خيط من الانتظار.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الشكوك تتزايد حول ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن الضربات العسكرية "دمرت بالكامل" البرنامج النووي الإيراني.

وأفادت الصحيفة بأن الضرر الذي لحق بإيران كبير، لكنه بعيد عن الإبادة الكاملة، ما أثار مخاوف في الشرق الأوسط من أن المواجهة المقبلة بين إسرائيل وإيران "مسألة وقت".

وأضاف التقرير أن اتفاق عام 2015 الخاص بتقييد تخصيب اليورانيوم انتهى الشهر الماضي، وأن العقوبات الأمريكية أُعيد فرضها بالكامل، في حين تعثرت المفاوضات الدبلوماسية، وتشير التقديرات إلى أن إيران ما زالت تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 11 قنبلة نووية.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين نقلت عنهم الصحيفة، فإن البرنامج النووي الإيراني لم يُدمّر بالكامل، بل نُقل إلى موقع سريّ، كما تواصل إيران العمل في موقع جديد للتخصيب يُعرف باسم "جبل الفأس"، وترفض دخول المفتشين الدوليين إليه.

مصانع الصواريخ

أشارت الصحيفة إلى أن هناك حالة جمود خطيرة تسود المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي، في ظل غياب الرقابة المستقلة على منشآت التخصيب.

وفي هذا السياق، قال علي فاز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "مصانع الصواريخ الإيرانية تعمل على مدار الساعة"، مؤكدًا أن طهران تستعد لإطلاق نحو ألفي صاروخ في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل، بدلًا من 500 صاروخ، خلال 12 يومًا كما حدث يونيو الماضي.

ووفقًا لعلي فاز، ترى إسرائيل أن حملتها السابقة ضد إيران "عمل غير مكتمل"، وهي على استعداد لاستئناف القتال في أي وقت، إذ يتوافق ما نشرته "نيويورك تايمز" مع ما أوردته شبكة "سي إن إن"، أكتوبر الماضي، حول تجديد إيران لصناعة الصواريخ الباليستية.

وبحسب مصادر استخباراتية أوروبية، استلمت طهران ما بين 10 إلى 12 شحنة من الصين تحتوي على مادة "بيركلورات الصوديوم"، المستخدمة في إنتاج وقود الصواريخ الصلب، وتقدر كميتها بنحو ألفي طن من المواد الخام الكافية لإنتاج مئات الصواريخ.

مراقبة إسرائيلية

وحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن السلطات الإسرائيلية تتابع التطورات الإيرانية عن كثب، وأن مسؤولين أمنيين وجهوا رسائل إلى الصين تطالبها بوقف شحن هذه المواد، لكن بكين واصلت التجارة بدعوى أن المادة غير مدرجة ضمن قوائم العقوبات.

وذكرت الصحيفة أنه عشية الحرب كانت إيران تمتلك نحو 2700 صاروخ، وتقدر إسرائيل الآن أن طهران استعادت نصف هذا المخزون على الأقل، وتعمل على توسيعه استعدادًا لجولة جديدة من المواجهة.

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، قوله إن معظم اليورانيوم المخصب الذي تمتلكه إيران نجا من الحرب، مشيرًا إلى أن طهران تحتفظ بنحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من درجة صنع الأسلحة.

عُزلة متزايدة

وأفادت "نيويورك تايمز"، بأن إيران أصبحت أكثر عُزلة عن الغرب من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن سوريا، التي كانت حليفًا إستراتيجيًا لإيران في عهد نظام الأسد المنهار، تسعى حاليًا إلى التقرب من الولايات المتحدة، الذي وصل رئيسها الجديد إلى واشنطن للقاء ترامب في البيت الأبيض لطلب المساعدة الأمريكية.

وفي الداخل الإيراني، يدور جدل حاد بين تيارين سياسيين، أحدهما يدعو إلى تسوية مع واشنطن لتجنب الانهيار الاقتصادي، بينما يرى الآخر أنه لا يمكن التفاوض مع من انسحب من الاتفاق السابق وقصف إيران في أثناء المفاوضات.

ونقلت الصحيفة عن علي فاز قوله إن كلا الطرفين داخل إيران يتفقان على أن جولة جديدة مع إسرائيل أمر حتمي، مضيفًا أن طهران "تُضاعف استعداداتها للجولة القادمة على أمل استعادة توازن الردع وكسر شعور الضعف الذي تكرس بعد الحرب الأخيرة".