الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دفء مفاجئ في قمة "ترامب وشي".. كيف تناولت الصحف الصينية قمة بوسان؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مشهد وصفته الصحف الصينية بـ "اللقاء الذي أعاد الحرارة إلى الحرب الباردة الجديدة"، عقد الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأمريكي دونالد ترامب لقاءً ثنائيًا في مدينة بوسان الكورية الجنوبية صباح اليوم الخميس، هو الأول بينهما منذ عام 2019، واستمر نحو 100 دقيقة. اتسم اللقاء بطابع ودي وابتسامات متبادلة، وعد محطة مفصلية في مسار العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بعد سنوات من التوتر والتنافس الحاد.

دفء شخصي ورسائل ود متبادلة

بدأ الاجتماع بأجواء لافتة من الود. فقد وصف ترامب نظيره الصيني بأنه "صديق محترم وقائد عظيم لبلد عظيم"، مؤكدًا أنه يتطلع إلى "علاقة رائعة طويلة الأمد" مع بكين، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

أما شي، فأعرب عن "شعور دافئ" بلقاء ترامب مجددًا بعد ست سنوات من آخر اجتماع بينهما. وظهر الزعيمان وهما يتبادلان كلمات ودية أمام الكاميرات، قبل أن يرافق ترامب نظيره الصيني إلى سيارته في مشهد رمزي فُسّر على أنه إشارة إلى رغبة في فتح صفحة جديدة.

تجاوز التنافس وتعزيز "الشراكة من أجل الازدهار"

في كلمته الافتتاحية، اختار الرئيس الصيني لهجة تصالحية، مؤكدًا أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة "ليست خصومة بين قوتين متنافستين، بل شراكة بين صديقين قادرين على مساعدة بعضهما لتحقيق النجاح والازدهار المشترك"، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وأضاف "شي" أن "تنمية الصين تسير في انسجام مع رؤية الرئيس ترامب لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، في تلميح واضح إلى إمكانية التكامل الاقتصادي بدل المواجهة.

ملفات إقليمية وتقدير متبادل للجهود الدبلوماسية

وبحسب صحيفة "الشعب اليومية الصينية"، فإنه رغم خلافات الجانبين حول عدد من القضايا الدولية، شهد اللقاء إشادة متبادلة بالجهود الدبلوماسية. فقد نفى "شي" تصريحات "ترامب" التي قللت من دور الصين في تحقيق السلام بين كمبوديا وتايلاند، مؤكدًا أن بكين "ساعدت جيرتيها على تسوية النزاع الحدودي بطريقتها الخاصة".

كما أعرب "شي" عن تقديره "للدور الكبير الذي لعبه ترامب في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة".

خفض الرسوم واتفاقات مؤجلة

وأسفر اللقاء بحسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن حزمة من النتائج الاقتصادية، أبرزها إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بنسبة 10 نقاط مئوية، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوتر التجاري المتصاعد بين الجانبين.

كما أعلن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير تأجيل التحقيق في ملف صناعة السفن الصينية بموجب المادة 301، والذي كان يهدد بإعادة إشعال حرب تجارية جديدة.

وأعلن ترامب أنه سيزور الصين في أبريل المقبل، على أن يقوم الرئيس الصيني بزيارة للولايات المتحدة لاحقًا، ما يشير إلى رغبة الطرفين في استئناف الحوار رفيع المستوى بصورة منتظمة.

"الاجتماع يستحق 12 من 10"

لم يخف الرئيس الأمريكي حماسه بعد اللقاء، إذ وصفه بأنه "واحد من أفضل الاجتماعات" في حياته السياسية، مانحًا إياه تقييمًا غير معتاد بلغ "12 من 10".

وأكد ترامب أن الصين ستبدأ "شراء كميات كبيرة جدًا من فول الصويا الأمريكي"، مشيرًا إلى أن القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة قد تم رفعها، وهو ما يمثل مكسبًا اقتصاديًا مهمًا لواشنطن.

كما أشار إلى أن المباحثات تناولت ملفات أوكرانيا وأشباه الموصلات، دون التطرق إلى الرقائق الذكية التابعة لشركة "إنفيديا"، التي تمثل محورًا في سباق الذكاء الاصطناعي بين البلدين.

اللافت أن قضية تايوان — التي كانت متوقعة على رأس جدول الأعمال — بحسب الصحيفة الصينية، لم تُذكر مطلقًا في التصريحات الرسمية للجانبين، في مؤشر إلى رغبة متبادلة في تجنب التصعيد في هذه المرحلة الحساسة.