بعد أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، نجاح تجربة الطوربيد النووي "بوسيدون"، بعد أيام من تجربة صاروخ كروز جديد من طراز "بوريفيستنيك"، والتي أعقبها تدريبات على الإطلاق النووي، تصاعدت مخاوف الغرب بعد نجاح اختبار الطوربيد الخارق المصمم لإحداث موجات تسونامي إشعاعية وتدمير المدن الساحلية.
وبينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي شدد مؤخرًا من موقفه تجاه روسيا، إن الاختبارات "غير مناسبة" وإن على بوتين أن يركز أكثر على إنهاء الحرب في أوكرانيا، بدا أن الزعيم الروسي تجاهل تعليق الرئيس الأمريكي، حيث أكد نجاح اختبار "بوسيدون" أثناء تناول الشاي والكعك مع جنود روس في مستشفى بموسكو.
وقال: "لا يوجد شيء من هذا القبيل"، مضيفًا أنه لا توجد طريقة لاعتراض طوربيده النووي الجديد، الذي يعتقد المحللون أن مداه يبلغ 6200 ميل، ويمكنه السفر بسرعة 115 ميلاً في الساعة.
مشروع "بوسيدون"
حسب تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، تعود جذور مشروع "بوسيدون" إلى الخطط السوفييتية لإنتاج سلاح قادر على تحويل المدن الساحلية على سواحل الولايات المتحدة إلى مدن غير صالحة للسكن.
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، هدد دعاة الكرملين مرارًا وتكرارًا باستخدام الطوربيد الذي كشف عنه بوتين لأول مرة في عام 2018. ويعتقد مسؤولون أمريكيون وآخرون في الكرملين أنه "سلالة جديدة من الأسلحة الانتقامية".
وتم تصميم الطوربيد، الذي يبلغ طوله 24 مترًا، لحمل رأس حربي نووي بقوة 2 ميجا طن، أي أكثر من 100 مرة من قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما. وفي عام 2020، حذر كريستوفر فورد، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار، من أن هذه الأسلحة مصممة "لإغراق المدن الساحلية الأمريكية بموجات تسونامي إشعاعية".
أيضًا، يقول خبراء الحد من الأسلحة إن هذا السلاح يخالف معظم قواعد الردع النووي التقليدية وقواعد التصنيف، وأشاروا إلى أنه قد يعمل بمفاعل مُبرَّد بالمعادن السائلة.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن معهد البحرية الأمريكية، وهو مركز أبحاث عسكري، أن تطوير "بوسيدون" قلب الافتراضات حول الأسلحة النووية التي تطلقها الغواصات رأسًا على عقب.
درع دفاعي
كانت تقارير سابقة أشارت إلى أن موسكو تأمل في أن يدخل السلاح الخدمة حوالي عام 2027، لكن تطويره واجه صعوبات تقنية حيث أفاد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية في نوفمبر 2022 أن الاختبارات البحرية الأولية باءت بالفشل.
وتشير "ذا تليجراف" إلى أنه منذ الإعلان لأول مرة عن "بوسيدون" و"بوريفيستنيك" في عام 2018، وصفهما بوتين بأنهما رد على التحركات الأمريكية لبناء درع دفاعي صاروخي بعد انسحاب إدارة جورج بوش الابن من جانب واحد من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972، وكذلك لتوسع حلف شمال الأطلسي في الشرق.
ويأتي التطور الأخير في أعقاب تقارير تفيد بأن روسيا تقوم بحشد أسلحة نووية وغواصات هجومية في الدائرة القطبية الشمالية استعدادا للحرب مع حلف شمال الأطلسي.
وفي مقابلة مع الصحيفة البريطانية، قال وزير الدفاع النرويجي توري ساندفيك إن أوسلو رصدت زيادة في تطوير الأسلحة في شبه جزيرة كولا الروسية، حيث يتمركز الأسطول الشمالي الروسي وأجزاء من مخزونها النووي.
وقال: "روسيا تُكثّف ترسانتها النووية في شبه جزيرة كولا، حيث توجد إحدى أكبر ترسانات الرؤوس النووية في العالم. هذه الأسلحة النووية ليست موجهة نحو النرويج فحسب، بل نحو المملكة المتحدة، وعبر القطب الشمالي نحو كندا والولايات المتحدة".