الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ينتظرهم "عيد بلا طعام".. الإغلاق الحكومي يهدد بتحويل عطلة ملايين الأمريكيين إلى كابوس

  • مشاركة :
post-title
مبنى الكابيتول الأمريكي - تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يتواصل الإغلاق الحكومي الأمريكي ودخل أسبوعه الخامس دون بوادر حل قريبة، في ظل استمرار الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمويل الحكومة وتمديد إعانات الرعاية الصحية، بينما يدفع ملايين الموظفين الفيدراليين والمواطنين ثمن هذا الصراع السياسي مع اقتراب عيد الشكر.

في هذا الصدد، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن عدة أحداث مفصلية خلال الأسابيع المقبلة قد تغيِّر المعادلة، بينما يتساءل المراقبون عمَّا يمكن أن يكسر هذا الجمود الخطير.

تبادل الاتهامات

يتمسك الطرفان بموقفيهما المتناقضين في مشهد يعكس عمق الأزمة السياسية، فبينما يطالب الديمقراطيون بربط إعادة فتح الحكومة بالتفاوض حول تمديد الإعانات الضريبية لبرنامج "أوباما كير" للتأمين الصحي، الذي يوفر تغطية صحية ميسرة لملايين الأمريكيين والتي تنتهي نهاية العام، يصر الجمهوريون على إعادة فتح الحكومة أولًا قبل أي مفاوضات.

وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ: "الديمقراطيون يريدون ويستطيعزن فعل الأمرين معًا، توفير الرواتب والمتأخرات للموظفين الفيدراليين وحل أزمة الرعاية الصحية، كل ما عليهم فعله هو الجلوس والتفاوض معنا".

في المقابل، اتهم السيناتور كريس ميرفي، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، الرئيس دونالد ترامب بالتهرب من المفاوضات في أثناء وجوده في آسيا، مؤكدًا أن "الجمهوريين يرفضون الحضور، والحكومة يمكن أن تفتح بسرعة لو كانوا جادين في التفاوض، لكن نهجهم القائم على خذها أو اتركها غير مسبوق تمامًا".

موظفون بلا رواتب

وجه إيفريت كيلي، رئيس الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة، أكبر نقابة للعاملين الفيدراليين، نداءً عاجلًا لأعضاء مجلس الشيوخ مطالبًا بإقرار مشروع قانون إنفاق مؤقت لإنهاء معاناة الموظفين.

وكتب في رسالته: "معظم الموظفين الحكوميين لم يتلقوا رواتبهم الأسبوع الماضي، وما لم تتغير الأمور، سيستيقظ المزيد من العاملين الفيدراليين يوم الجمعة المقبل ليجدوا حساباتهم البنكية فارغة وهمومهم المالية أثقل".

رغم هذا النداء، صوّت الديمقراطيون ضد مشروع القانون المؤقت مجددًا الثلاثاء الماضي، متمسكين بموقفهم الرافض للفصل بين القضيتين.

وراهن الجمهوريون على أن نداء النقابة، المرتبطة تقليديًا بالديمقراطيين، سيدفع بعض أعضاء الحزب للموافقة على إعادة فتح الحكومة، لكن هذا الرهان لم يثمر.

أزمة صحية وغذائية

تتجاوز تداعيات الإغلاق رواتب الموظفين لتهدد ملايين الأمريكيين بكارثة صحية وغذائية، إذ كشفت بيانات حكومية نُشرت أمس الأربعاء عن ارتفاعات حادة في أقساط التأمين الصحي نتيجة انتهاء الإعانات الضريبية لبرنامج "أوباما كير"، وهو ما كان الديمقراطيون يراهنون عليه لإجبار الجمهوريين على التفاوض.

وحذَّرت السيناتورة تامي بالدوين من ولاية ويسكونسن قائلة: "أربعة ملايين أمريكي سينظرون إلى الزيادة في الأسعار ويقررون أنها أكثر من طاقتهم، وسيعيشون دون رعاية صحية، وهذا أمر يمكن تجنبه بنسبة 100%".

الأخطر هو التهديد بوقف المساعدات الغذائية لنحو 40 مليون أمريكي، وهو ما يراهن عليه الجمهوريون لكسر صمود الديمقراطيين.

ووصف السيناتور جون باراسو من ولاية وايومنج، ثاني أعلى جمهوري في مجلس الشيوخ، هذا الموقف بـ"سياسة الألم"، متوقعًا أن يضعف ذلك مقاومة الديمقراطيين.

في المقابل، يتهم الديمقراطيون الإدارة بخرق السوابق المتبعة عبر عدم تحويل التمويل الطارئ لبرامج التغذية، مؤكدين أن البيت الأبيض هو من يمارس الضغط عليهم من خلال تجويع الناس، ويخططون لفرض تصويتات في مجلس الشيوخ لتمديد البرنامج ووضع الجمهوريين، الذين يعتمد ناخبوهم أيضًا على هذه المساعدات، في موقف حرج.

مناورات تكتيكية

في ظل تصاعد الأزمة، قرر السيناتور جون ثون من ولاية داكوتا الجنوبية، زعيم الأغلبية الجمهورية، التراجع عن خطة حزبه للتصويت على مشروعات قوانين منفصلة لدفع رواتب الموظفين وتمديد المساعدات الغذائية، خشية أن يمنح ذلك الديمقراطيين غطاءً سياسيًا عبر التصويت لصالحها بينما يواصلون رفض إنهاء الإغلاق.

وكشفت الصحيفة أن بعض الديمقراطيين يعترفون سرًا بوجود "تململ" وانقسام داخل صفوفهم حول كيفية المضي قدمًا، وواصل أعضاء لجنة الاعتمادات المالية محادثاتهم حول كيفية تمرير بعض مشروعات قوانين الإنفاق الفردية مع انتشار تبعات الإغلاق.

عيد الشكر يقترب

مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي المقرر لها الثلاثاء المقبل، خاصة في ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، يراقب الطرفان النتائج كمؤشر على الزخم السياسي ومدى معارضة الناخبين لترامب والسياسات الجمهورية، أو ما إذا كان الديمقراطيون بالغوا في موقفهم.

كما يلوح عيد الشكر في الأفق كعامل ضغط إضافي، ويخشى المشرعون من صورة مغادرتهم واشنطن للعطلة بينما الإغلاق مستمر، فيما يواصل مراقبو الحركة الجوية العمل دون رواتب في موسم سفر حاسم.

وحذر كيلي من النقابة قائلًا: "مع أقل من شهر قبل عيد الشكر، لا ينبغي لأي موظف فيدرالي أن يضطر للجوء إلى بنوك الطعام لإعداد مائدة عائلته".

وعبرت السيناتورة ليزا موركوفسكي من ولاية ألاسكا عن قلقها من التحديات المتراكمة قائلة: "هناك الكثير الكثير من الأمور تقترب منا كالقطار السريع"، فيما توقع السيناتور ليندسي جراهام من ولاية كارولاينا الجنوبية "اختراقًا الأسبوع المقبل"، مؤكدًا أن "الخسائر تتراكم".