الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأقوى في تاريخ الأطلسي.. إعصار ميليسا يترك جامايكا منطقة كوارث

  • مشاركة :
post-title
طائرة استطلاع أمريكية داخل مركز الإعصار

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أعلن رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنيس أن البلاد باتت "منطقةَ كوارث"، بعدما ضربها إعصارُ ميليسا، أحدُ أقوى الأعاصير الأطلسية المسجّلة التي ضربت جامايكا، وأدّت إلى قطع الكهرباء عن الآلاف وتدمير مستشفياتٍ ومنازلَ ومحاصرةِ عائلاتٍ.

 واحتل إعصار ميليسا المركزَ الأول، بحسب المركز الوطني للأعاصير، من حيث قوةِ هبوطه على الأرض، بينما تم تسجيله في المركز الثاني كأعلى سرعةِ رياحٍ مسجّلةٍ لأعاصير المحيط الأطلسي، حيث بلغت 185 ميلًا في الساعة، بعد إعصار ألين عام 1980، وهو الوحيد الذي بلغت سرعته 190 ميلًا.

الإغاثة والتعافي


وأكد رئيس وزراء جامايكا في بيانٍ له أن الحكومة جدّدت أمرًا تجاريًا لوقف أي ارتفاعٍ في الأسعار خلال جهودِ التعافي، وذلك لمنع أي استغلال، في الوقت الذي يؤمّن فيه المواطنون الغذاءَ والماءَ والإمدادات، معلنًا إطلاقَ جهودِ الإغاثة والتعافي، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز".

المياه غمرت الشوارع ودمرت الطرق

وضرب الإعصارُ الجزءَ الجنوبيَّ الغربيَّ من جامايكا وتسبّب في انهياراتٍ أرضيةٍ وتدميرِ الممتلكاتِ والمنازلِ وفقدانِ أسقفِ العديد من المنازلِ جراءَ الرياحِ القوية، وحثّت الشرطةُ المواطنين على البقاء في منازلهم، في الوقت الذي تواصل فيه فرقُ الإنقاذِ الانتشارَ في المناطق المختلفة.

أضرار جسيمة

وكشف وزيرُ الصحةِ الجامايكي أن الرياحَ القويةَ تسبّبت في "أضرارٍ جسيمةٍ" لأربعةِ مستشفياتٍ رئيسيةٍ في جميع أنحاء البلاد، بينما انقطعت الكهرباءُ عن أكثرَ من 530 ألفَ مواطنٍ بنسبةِ حوالي 77%، حيث تعكف فرقُ الخدماتِ على استعادةِ الخدمة، خاصةً للمرافقِ الحيويةِ مثل المستشفياتِ ومحطاتِ المياه.

كما حذّرت هيئةُ الصحةِ الإقليميةُ في جامايكا السكانَ من التماسيحِ التي قد تبحث عن أرضٍ أكثرَ جفافًا بسبب الفيضاناتِ الناجمةِ عن الإعصار، وحثّت السكانَ على توخّي أقصى درجاتِ الحذر، وفقًا لشبكة "إيه بي سي نيوز"، حيث تؤدي الأمطارُ الغزيرةُ والفيضاناتُ إلى تشريدِ التماسيح.

البنية التحتية

من جانبه وصف وزيرُ الحكمِ المحليِّ في جامايكا إعصارَ ميليسا بأنه واحدٌ من أسوأِ تجاربِ البلادِ وأكثرِها تدميرًا في تاريخها، حيث تضرّرت البنيةُ التحتيةُ بشدّة، خاصةً مدينةُ سانت إليزابيث التي تُعدّ سلةَ غذاءِ البلاد، مما اضطرّ نحو 15 ألفَ جامايكيٍّ إلى الاختباءِ في الملاجئِ بسبب الإعصار.

وصف العلماء إعصار ميليسا بالوحش

وتسبب الإعصارَ في انقطاعِ خدماتِ الإنترنتِ بالكامل عن جامايكا، وأعلنت شركةُ "ستارلينك"، المملوكةُ للملياردير إيلون ماسك، أن خدماتها ستكون مجانيةً في جامايكا وجزرِ الباهاما حتى نهايةِ نوفمبر لجميع المتأثرين بالإعصار، للمساعدةِ في جهودِ الاستجابةِ والتعافي.

العواصف الوحشية

في السياق ذاته وصف العلماءُ إعصارَ ميليسا بـ"الوحش"، بعد أن بلغت سرعةُ الرياحِ القياسيةِ 300 كيلومترٍ في الساعة، ما جعلها تبرز كعاصفةٍ شديدةٍ حتى بين عددٍ قياسيٍّ من العواصفِ الوحشيةِ التي ظهرت خلال العقدِ الماضي في المحيطِ الأطلسي.

وقال العلماءُ إن الإعصارَ تغلّب على ما لا يقل عن ثلاثةِ ظروفٍ جويةٍ مختلفةٍ تُضعف عادةً الأعاصيرَ الكبرى، وكان لا يزال يكتسبُ قوةً أثناء ضربه، حيثُ حقّق ما يُسمّى بالتكثيفِ السريعِ للغاية، مما جعلها عاصفةً عاتيةً لم يستطع أحدٌ الوقوفَ أمامها.

وبعد مغادرةِ الإعصارِ جامايكا متجهًا إلى البحر، من المتوقع أن تشهدَ أجزاءٌ من كوبا تأثيرَ قوته، كما من المتوقع أن تشهدَ هايتي ظروفًا عاصفةً استوائيةً نتيجةً للإعصارِ المدمّر، الذي تم تصنيفه من الفئةِ الثالثة حاليًا، لكنه وفقًا لوكالةِ الأرصادِ الجوية ما يزال قويًا ويهددُ بإحداثِ أمطارٍ تصل إلى 20 بوصةٍ ورياحٍ مدمّرةٍ في الجزء الشرقي من كوبا.