تتمسك الفصائل الفلسطينية بإنجاح المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة بتسليم الجثث المتبقية للمحتجزين الإسرائيليين، والدفع نحو الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق والعمل على إعادة اعمار قطاع غزة.
وأجمعت الفصائل الفلسطينية، خلال اجتماعاتها في القاهرة الأسبوع الماضي، على ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل وعدم منحها أي ذريعة للعودة للحرب، فضلًا عن ضرورة إنجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ التي باتت ضرورة ملحة ومصيرية لإعادة إعمار القطاع في هذه المرحلة الحرجة.
جهود مصرية مكثفة
وخلال الأيام الماضية، عادت مصر لتصدر واجهة المشهد الدولي كوسيط موثوق وفاعل، بعدما نجحت في وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتثبيت الاتفاق بين الأطراف المتنازعة، لتؤكد القاهرة مجددًا أنها لم ولن تتخلَ يومًا عن دورها التاريخي في حماية القضية الفلسطينية، وأنها تظل الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني في أحلك لحظاته.
وفي سبيل ذلك، خاضت الدولة المصرية بقيادتها السياسية وأجهزتها المختصة معركة دبلوماسية مكثفة، لتضع حداً لنزيف الدم الفلسطيني، ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من التصعيد والدمار جراء استمرار الحرب الإسرائيلية الشعواء على قطاع غزة.
وجسد نجاح مصر في تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة وعبور المرحلة الأولى من مسار التهدئة، حكمة القيادة المصرية وثقلها الدولي في إدارة الأزمات وحماية الأمن الإقليمي من الانفجار، حيث سيسجل التاريخ أن مصر لم تكتفِ بدور الوسيط، بل كانت الضمانة الأخلاقية والسياسية لوقف الحرب، لا سيما وأنها أعادت للعالم لغة العقل حين خمدت أصوات البنادق.
موقف وطني فلسطيني موحد
وأكدت القوى الفلسطينية أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة والمصير ورفض أشكال الضم والتهجير كافة في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلين.
واتفقت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في العاصمة المصرية القاهرة على سلسلة من الخطوات السياسية والإدارية المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، أبرزها تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين لإدارة شؤون القطاع، والدعوة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن نشر قوات أممية مؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان مشترك صدر عن المشاركين الأسبوع الماضي، أن الفصائل أكدت دعمها لمواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر، وفي مقدمتها معبر رفح، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية إلى القطاع وتنهي معاناة سكانه.
ودعا المشاركون إلى عقد اجتماع عاجل لكل القوى الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، مع توجيه الشكر لجمهورية مصر العربية "على جهودها ودورها في دعم القضية الفلسطينية ورعاية الحوار الوطني".
واختتم المجتمعون بيانهم المشترك بالتأكيد على أن "الوقت من دم واللحظة الراهنة مصيرية" وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع "نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية" دفاعًا عن الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والكرامة والحرية وصون أمانة القضية الفلسطينية وحقوق الأجيال القادمة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين.