أجمعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وأيضًا تعهدت بتسليم القطاع إلى لجنة تكنوقراط من أبنائه لإدارته خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وعقد عدد من الفصائل الفلسطينية اجتماعًا في العاصمة المصرية القاهرة، في إطار استكمال جهود الوسطاء الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر وقطر وتركيا، لوقف الحرب على قطاع غزة ومعالجة تداعياتها، استنادًا إلى نتائج قمة "شرم الشيخ للسلام" التي عُقدت في أكتوبر الجاري.
وخُصِّص الاجتماع لبحث تطورات القضية الفلسطينية، ومناقشة المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب، تمهيدًا لإطلاق حوار وطني شامل يستهدف حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة.
وفي بيانهم الختامي، وجّه المجتمعون التحية لصمود الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، وتقديرًا لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، مؤكدين ضرورة تضافر الجهود لإنهاء المعاناة وفتح أفق سياسي يضمن مستقبلًا أفضل.
وثمّنت الفصائل الفلسطينية، الجهود العربية والدولية المبذولة لوقف الحرب، بما في ذلك الدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا، ورؤية سياسية تنبذ جميع أشكال الضم والتهجير، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس المحتلة.
كما أدانت القوى الفلسطينية مصادقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على قانون فرض السيادة على الضفة الغربية، واعتبرته عدوانًا خطيرًا على الحقوق الفلسطينية، مشيدة بموقف الرئيس الأمريكي الرافض لهذا التحرك، وتعهداته بوقفه.
وأكد المجتمعون أن الوحدة الوطنية هي الرد الحاسم على هذه السياسات، داعين إلى اتخاذ خطوات عملية وجادة لتجسيدها على أرض الواقع.
وجددت الفصائل الفلسطينية التأكيد على دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والصحية، وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين.
كما تعهدت الفصائل بتسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين "تكنوقراط"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل.
وشددت الفصائل على اتخاد جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في أرجاء القطاع، مؤكدين أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار.
وجددت الفصائل الفلسطينية الدعوة إلى إنهاء كل أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولوياتهم حتى نيل حريتهم.
واتفقت الفصائل الفلسطينية، على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكل القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على إستراتيجية وطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بحيث تضم مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية جميعًا.
واختتم المجتمعون حوارهم بالتأكيد أن الوقت من دم وأن اللحظة الراهنة مصيرية، وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية دفاعًا عنه وعن حقه في الحياة والكرامة والحرية وصون أمانة القضية الفلسطينية وحقوق الأجيال القادمة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
كما تقدم المجتمعون بالشكر، لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والوسطاء على الجهود المبذولة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية.