أربعة أيام تفصل العالم عن الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير "1 نوفمبر"، أعظم صرح ثقافي حضاري في القرن الحادي والعشرين، وأكبر متحف في تاريخ البشرية يحتضن تراث وكنوز الأجداد لتظل رحلة المجد والخلود والأبدية تروى، وتؤكد للدنيا أن مصر ليست مجرد دولة تاريخية، وإنما مصر جاءت ثم جاء التاريخ.
ومن المقرر أن يشارك في الحفل الأسطوري نخبة من القادة والزعماء العالميين، ووفود رسمية رفيعة المستوى.
مثلث ذهبي
أصبح المتحف المصري الكبير صرحًا عظيمًا يناطح التاريخ وحوّل تلك البقعة الفريدة إلى "مثلث ذهبي" ليس له مثيل في العالم أجمع، ليصبح المتحف وهضبة الأهرامات أكبر متحف في تاريخ البشرية، وهدية الشعب المصري للعالم.
ومع بدء العد التنازلي لحفل الافتتاح العالمي، يستعد المتحف لاستقبال زوّاره من كل أنحاء العالم، في تجربة تربط بين الثقافات وتُعيد إحياء التاريخ بروحٍ معاصرة.
أكبر حدث ثقافي في العالم
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن افتتاح المتحف الكبير يمثل نقلة حضارية وثقافية لمصر؛ باعتباره أكبر حدث ثقافي في العالم.
وأوضح الرئيس المصري، في تصريحات نقلها موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أن مصر تقدم إلى العالم "المتحف المصري الكبير" الذي سيُمثل أحد أكبر متاحف العالم وأكثرها ثراءً.
8 شهادات أيزو
يعد المتحف المصري الكبير من أبرز المراكز الثقافية التي تلتزم بأعلى معايير الجودة، إذ حصل على 8 شهادات ISO في مجالات الطاقة، الصحة والسلامة المهنية، البيئة، والجودة.
ووفق بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري، تعكس هذه الشهادات التزام المتحف بأعلى معايير الجودة والاستدامة العالمية، ما يعزز مكانته كصرح ثقافي رائد، من خلال هذه الإنجازات، يواصل المتحف المصري الكبير دوره البارز في تقديم نموذج عالمي للابتكار والتميز في إدارة الموارد والحفاظ على البيئة.
يمتد المتحف على مساحة نحو 500 ألف متر مربع بتكلفة تخطت المليار دولار، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف فصول التاريخ المصري القديم -من الدولة القديمة والوسطى والحديثة وحتى العصرين اليوناني والروماني- في عرض متكامل يوظف أحدث تقنيات العرض التفاعلي والرقمي.
كنوز الملك الذهبي
ولأول مرة سيعرض المتحف مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة، التي تضم أكثر من 5398 قطعة أثرية، إلى جانب التيجان والتماثيل العملاقة والأعمدة الضخمة ومركب الشمس.
وفي 2024، فاز المتحف المصري الكبير بجائزة فيرساي العالمية ضمن أجمل سبعة متاحف بالعالم، في احتفالية أُقيمت بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالعاصمة الفرنسية باريس، التي تضمنت متاحف افتُتحت أو أُعيد افتتاحها حديثًا تعزز من قيمة الإبداع، وتبرز انعكاس التراث المحلي والكفاءة البيئية، وتترك أثرًا إيجابيًا على بيئاتها.
مكانة مصر وريادتها
وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، أن هذه الاحتفالية التي يترقبها العالم ستعكس حجم ومكانة مصر وريادتها في العديد من المجالات التنموية والثقافية، فضلًا عما شهدته الدولة المصرية في الآونة الأخيرة من حجم بناء وعمران وتنمية في العديد من القطاعات والمجالات.
وأشار إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير وما يحوي من كنوز وآثار، سيسهم في جذب المزيد من الحركة السياحية لمصر، للاستمتاع والتعرف على تاريخ هذه الدولة العظيمة.
وأوضح "مدبولي" أنه تم التأكيد على المحافظين بأن تكون هناك شاشات عرض كبرى، إذ تتيح لمختلف المواطنين بأنحاء البلاد متابعة فعاليات هذا الحدث المهم، الذي سيشهد حضورًا رفيع المستوى من الرؤساء وكبار المسؤولين الدوليين.