في قلب الساحة الانتخابية المحتدمة، أثار تجمع انتخابي للرئيس السابق دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات، بعد أن ألقى الممثل الكوميدي توني هينشكليف نكاتًا مسيئة حول بورتوريكو ومجتمعات اللاتينيين في الولايات المتحدة.
بينما يحاول ترامب وفريقه النأي بأنفسهم عن تصريحات "هينشكليف"، تتوالى ردود الفعل الغاضبة، ليضع هذا التجمع ما تبقى من الحملة الانتخابية أمام تحدٍ كبير لكسب أصوات البورتوريكيين، الذين يعتبرون جزءًا حيويًا من الكتلة اللاتينية المتزايدة، وخاصة في الولايات المتأرجحة الرئيسية كولاية بنسلفانيا.
جدل متزايد
في ساحة تجمع انتخابي بنيويورك، وجد الرئيس السابق دونالد ترامب نفسه في مواجهة ردود فعل حادة بعد تصريحات عنصرية أطلقها الممثل الكوميدي توني هينشكليف حول بورتوريكو واللاتينيين، ووصفهم بـ"جزيرة عائمة من القمامة".
ورغم أن ترامب لم يشارك مباشرة في هذه التصريحات، فإن حملة ترامب سارعت إلى التوضيح بأنها لا تعبّر عن آراء الرئيس السابق أو حملته، محاولةً التهدئة قبل أيام من الانتخابات الحاسمة. قال ترامب لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إنه لا يعرف "هينشكليف" ولم يسبق له سماع تصريحاته، في محاولة لنأي نفسه عن الأزمة المتصاعدة.
تأثيرها على البورتوريكيين
تأتي هذه الأزمة في توقيت حساس مع اقتراب الانتخابات، حيث يحظى ترامب بنفوذ قوي بين بعض الشرائح، لكنه الآن مهدد بخسارة الدعم من شريحة هامة من الناخبين البورتوريكيين في ولاية بنسلفانيا، التي تعتبر ساحة معركة أساسية في السباق الرئاسي.
وتضم بنسلفانيا نحو نصف مليون مواطن من أصل بورتوريكي، ما يعزّز أهمية كسب أصواتهم للفوز بالانتخابات، ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا هيل"، يجد كل من ترامب وكامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، أن ضمان الفوز بهذه الولاية سيكون خطوة حاسمة نحو تحقيق النصر الانتخابي.
ردود فعل
لقيت تصريحات هينشكليف تنديدًا واسعًا، إذ دعا رئيس أساقفة بورتوريكو، روبرتو جونزاليس نيفيس، ترامب إلى تقديم اعتذار شخصي لسكان الجزيرة، قائلًا في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "بورتوريكو ليست جزيرة عائمة من القمامة، بل هي موطن لأناس نبلاء وجميلين"، وأضاف: "الفكاهة لها حدود ويجب ألا تهين كرامة الآخرين".
من جهتها، انتقدت كامالا هاريس تجمع ترامب واعتبرته يعزّز "خطاب الكراهية والانقسام"، بينما ندّد الرئيس السابق باراك أوباما في تجمع انتخابي بهذه التصريحات العنصرية، معبرًا عن تضامنه مع المجتمع البورتوريكي.
الغضب البورتوريكي
تصاعدت الأصوات الغاضبة في أوساط البورتوريكيين عبر الولايات المتحدة، حيث أعرب العديد من قادة المجتمع عن استيائهم من تصريحات هينشكليف، وانتشر الخبر بسرعة في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ما زاد من تأثيره على المجتمع اللاتيني.
النائب الأمريكي دارين سوتو، ممثل إحدى الدوائر التي يسكنها عدد كبير من البورتوريكيين، أشار إلى الأهمية المتزايدة لهذه الأصوات في الولايات المتأرجحة، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى خسارة ترامب لشريحة كبيرة من الناخبين اللاتينيين.
تداعيات سياسية
مع تصاعد الجدل، يحاول الديمقراطيون استغلال هذه الأزمة لتعزيز موقفهم، حيث أطلقت حملة هاريس إعلانًا رقميًا يستهدف الناخبين البورتوريكيين ويركز على تصريحات هينشكليف، في مسعى لجذب تأييد أكبر من المجتمعات اللاتينية.
ويصف المحلل السياسي في الحزب الديمقراطي، تشاك روشا، هذا الحدث بأنه "خطأ كبير" من حملة ترامب، خاصة في ولاية بنسلفانيا التي تضم نسبة كبيرة من الناخبين البورتوريكيين، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات قد تكون لها عواقب انتخابية وخيمة.
على أعتاب انتخابات مصيرية، تواجه حملة ترامب تحديات غير مسبوقة، إذ تسببت تصريحات هينشكليف العنصرية في تراجع شعبية ترامب بين الناخبين البورتوريكيين واللاتينيين.
وبينما يسعى فريقه إلى احتواء الأزمة، يعمد الديمقراطيون إلى استثمار الغضب البورتوريكي لتعزيز أصواتهم في الولايات المتأرجحة، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة لتحديد مدى تأثير هذه العاصفة على نتيجة الانتخابات.