منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس -الذي حضر ترامب شخصيًا لمصر من أجل توقيعه- يشعر البيت الأبيض بقلق متزايد إزاء سلوك الحكومة الإسرائيلية اليمينية، الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار الاتفاق في أي لحظة.
وتسببت التصرفات الإسرائيلية في خرق الاتفاق عدة مرات، التي شهدت إطلاق نار على فلسطينيين وضربات بالقنابل في أماكن مختلفة، ما عرض المرحلة الأولى للخطر، وقطع خلالها الجانبان شوطًا طويلًا في تبادل الأسرى والمحتجزين وانتشال جثث المحتجزين وانسحاب جزئي لجيش الاحتلال.
قرار الكنيست
ولكن أحدثت تلك الخروقات قلقًا متزايدًا في واشنطن، التي واصلت على مدار الأسبوع الماضي، إرسال ممثلين للإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، إذ أنهى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، زيارته إلى إسرائيل، الخميس، ليحل محله وزير الخارجية ماركو روبيو، بجانب ويتكوف وكوشنر المتواجدين أيضًا في إسرائيل.
وخلال الساعات الماضية، ازدادت الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية، عبرت عنها تصريحات كبار قادة البيت الأبيض وعلى رأسهم دونالد ترامب، ردًا على قرار الكنيست الإسرائيلي بالموافقة على ضم الضفة الغربية، إذ هددهم الرئيس الأمريكي بفقدان كامل الدعم إذا أقدموا على تلك الخطوة.
غضب الأمريكيين
وحصل مشروع قانون لتطبيق القانون الإسرائيلي والسيادة على الضفة الغربية على موافقة أولية من المشرعين الإسرائيليين، الأربعاء الماضي، بحسب وسائل الإعلام العبرية، وهي خطوة تعادل ضم الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ويعد الأول من بين أربعة تصويتات مطلوبة لإقرار القانون.
لكن تحركات الكنيست، أثارت غضب المسؤولين الأمريكيين، التي جرى التصويت عليها بالتزامن مع زيارة فانس لإسرائيل، وبعد شهر من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الأراضي في الضفة الغربية، وصدرت منه تهديدات وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها غير مسبوقة.
مناورة غبية
أكد ترامب لمجلة التايم الأمريكية، خلال حواره معها، ردًا على قرار الكنيست أن هذا الضم لن يحدث، وإذا حدث ذلك، ستفقد إسرائيل كل دعم الولايات المتحدة، موجهًا حديثه لنتنياهو بأنه لا يمكنه محاربة العالم، لكن يمكنه فقط خوض بعض المعارك، وإسرائيل بلد صغير جدًا مقارنة بالعالم.
بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، حاولت حاشية نتنياهو إخماد النيران، التي أشعلها أعضاء الائتلاف في الكنيست، وحاولوا شرح القرار واتخاذه خلال زيارة فانس بأنه خطوة سياسية، وهو تفسير لم يقبله نائب الرئيس الأمريكي، الذي قال: "إذا كانت هذه مناورة سياسية، فهي مناورة غبية".
تصريحات قاسية
وأدلى وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، الذي وصل إسرائيل، بتصريحات قاسية قبل صعوده إلى الطائرة في الولايات المتحدة، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بضرورة اتخاذ خطوات سريعة لتهدئة الأمور، محذرًا من أن هذا الاقتراح يُعرّض خطة الرئيس ترامب للسلام للخطر.
أمام ذلك التوتر، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا باللغة الإنجليزية، في محاولة لتخفيف الضرر، واصفًا التصويت في الكنيست بأنه استفزاز سياسي متعمد من المعارضة لإثارة الجدل، خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي فانس لإسرائيل، لكنه وأحزاب الائتلاف لم يصوتوا عليه على خلاف الحقيقة.