افتتح الكنيست الإسرائيلي دورته الشتوية الأخيرة اليوم الاثنين، وسط أعمال شغب وصراعات شهدتها أروقة المجلس، حيث تم طرد عدد من الأعضاء، وأُلغيّت خطابات، وشهدت الجلسة هجومًا عنيفًا بين الأعضاء، مما كشف عن تصدع كبير بين الأحزاب والمؤسسات في الداخل الإسرائيلي.
بدأت الجلسة العامة التي عقدت بعد عطلة دامت 3 أشهر، بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، قبل انعقادها ببيانات إعلامية من قادة الأحزاب، شملت تهديدات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل بعض أصدقائه قبل معارضيه، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير الذي هدد بالخروج من الائتلاف الحاكم.
هتافات وصيحات
ومع انطلاق الجلسة، قامت المعارضة بترديد هتافات وصيحات استهجان ضد رئيس الكنيست المتطرف أمير أوهانا، الذي رد على ذلك بطرد عدد من الأعضاء، ثم بدأ شخصيًا في مهاجمة رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، ووصفه بـ "القاضي"، مما أثار هرجًا ومرجًا داخل القاعة.
افتتح رئيس الكنيست الدورة الشتوية بهجوم على السلطة القضائية، حيث اتهمها بسحق الكنيست في "ضربة مؤلمة للديمقراطية الإسرائيلية"، محذرًا من أن الكنيست يفقد قوته ومعناه بسبب سلوك النظام القضائي الذي يقوض صلاحياته دون وجود أي قانون يدعم هذا السلوك.
استرضاء وإهانة
من جانبه، لم يقف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج مكتوف الأيدي، إذ استشاط غضبًا من أوهانا، وقرر إلغاء خطابه المعد مسبقًا، حيث وجه نقدًا حادًا ضد رئيس الجلسة، محاولًا استرضاء رئيس المحكمة العليا بعد الإهانة التي تعرض لها النظام القضائي.
نتنياهو وسط الفوضى
لم يسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تلك الفوضى التي عمت الكنيست، إذ تعرض خلال خطابه، الذي خصصه للحديث عن إنهاء الحرب في غزة، إلى صيحات استهجان ومقاطعات عدة من قبل أعضاء الكنيست المعارضين له، مما دفعه لمهاجمتهم.
دولة محمية
وزعم نتنياهو أنه لو أصغى إلى مطالب المعارضة بوقف الحرب وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة، لكانت الحرب قد انتهت بانتصار ساحق لحركة حماس، مؤكدًا أن قادة حماس مثل يحيى السنوار وخالد مشعل، فضلاً عن حسن نصر الله، كانوا سيظلون على قيد الحياة. وأضاف أنه لو تم تنفيذ مطالب المعارضة، لكانت إيران قد امتلكت قنبلة ذرية.
هجوم لابيد
من جانبه، خصص زعيم المعارضة يائير لابيد خطابه، وفقًا للقناة الـ 13، لمهاجمة رئيس الكنيست وسياسات نتنياهو، حيث وجه عدة أسئلة للأخير، منها كيفية تمكن حزب الله من جمع آلاف الصواريخ في عهده؟ وكيف تمكنت إيران من تجميع قوتها النووية؟ واتهمه بأنه حول إسرائيل إلى "دولة محمية" من ترامب.
قانون الإعدام
كما هاجم لابيد تصريحات نتنياهو بشأن وضع الاقتصاد الإسرائيلي، حيث ادعى الأخير أن الوضع الاقتصادي جيد، مشيرًا إلى تخفيضات التصنيف الائتماني وارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب التي فتحها نتنياهو على جبهات متعددة.
في السياق نفسه، هاجم رئيس حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، شريكه نتنياهو لعدم دعمه قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدًا أنهم اتفقوا عند تشكيل الحكومة على إقرار قانون الإعدام. كما هدد بأنه إذا لم يُطرح القانون في الدورة الحالية خلال الأسابيع القادمة، فلن يكون لهم وجود في ائتلاف نتنياهو.