في عملية وصفت بأنها "الأولى من نوعها في التاريخ"، أرسل حلف شمال الأطلسي (الناتو) مدمرة تابعة للبحرية لمراقبة سفينة حربية روسية أثناء إبحارها في المياه البريطانية، كما نقل تقرير لصحيفة "ذا تليجراف".
وأشارت الصحيفة إلى أن السفينة الحربية HMS Duncan كانت تحت قيادة "الناتو" وليس البحرية البريطانية، حيث كانت -إلى جانب المروحية Wildcat- تتعقب السفينة الروسية "نائب الأدميرال كولاكوف / Kulakov" من بحر الشمال إلى القناة البريطانية لأكثر من 48 ساعة.
وتُعد السفينة الحربية HMS Duncan، المتمركزة في "بورتسموث" بالمملكة المتحدة، واحدة من سفينتين حربيتين بريطانيتين مرتبطتين بمجموعة المهام البحرية الدائمة 1 التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تقوم بدوريات في المياه الأوروبية الشمالية.
ملاحقة الروس
رغم أن مراقبة السفن الحربية البريطانية للنشاط الروسي أمر روتيني، فإن مشاركة حلف شمال الأطلسي في تتبع المدمرة تشكّل تطورًا مهمًا بسبب التوترات المتزايدة مع موسكو.
وينقل التقرير عن متحدث باسم بحرية حلف الأطلسي: "استخدمت المدمرة HMS Duncan من طراز 45 أجهزة الاستشعار والأنظمة المتطورة لاعتراض Kulakov في بحر الشمال، ومراقبة مرورها غربًا عبر القناة باتجاه جزيرة أوشانت قبالة الساحل الفرنسي".
كما انضمت مروحية Wildcat من السرب الجوي البحري 815، المتمركز في قاعدة "يوفيلتون" الجوية البحرية الملكية، إلى العملية لتقديم الدعم الجوي ومراقبة السفينة الروسية.
وشارك في هذا الجهد المنسق ثلاث دول، بما في ذلك مروحية NH90 تابعة لسلاح الجو الهولندي والبحرية الفرنسية.
أسطول الظل
تنقل "ذا تليجراف" عن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن بريطانيا "ستُكثّف ردّها على العدوان الروسي"، وذلك في مقابل ما اعتبره في تصريح له الاثنين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعتبر المملكة المتحدة عدوه الأول بسبب دعمها لأوكرانيا".
وفي حديثه عن الانتشار البحري للمملكة المتحدة، قال آل كارنز، وزير القوات المسلحة: "البحرية الملكية على أهبة الاستعداد للرد على أي نشاط بحري روسي، وتجري عمليات مراقبة مستمرة لحماية بريطانيا ومياهنا الإقليمية".
وأضاف: "مرة أخرى، نشرت البحرية الملكية البريطانية قواتها تحت قيادة البحرية المتحالفة، مما يعزز تضامننا الثابت مع حلف شمال الأطلسي لمواجهة النشاط الروسي".
ولفتت "ذا تليجراف" إلى أن الاستعدادات الغربية، سواء لدى بريطانيا أو حلف الأطلسي، تأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن التهديد الذي يشكله "أسطول الظل" التابع لموسكو من السفن المدنية، واستخدامها المحتمل لإطلاق طائرات بدون طيار للتجسس على مواقع حيوية وتعطيل المطارات.
وبحسب وثيقة أعدتها هيئة العمل الخارجي الأوروبية، يخشى خبراء من إمكانية استخدام سفن "الأسطول الظل" كمنصات لشن هجمات هجينة ضد أراضي الاتحاد الأوروبي.