استطلاع رأي.. الفلسطينيون يريدون دولة "متصلة" وحكومة "وحدة وطنية"

أجرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، لأول مرة، استطلاعًا للرأي في الضفة الغربية المحتلة، عكس مواقف الفلسطينيين من عدد من القضايا الاجتماعية والسياسية، في ضوء أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأظهر الاستطلاع، بحسب مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، أن 46% من الجمهور المستطلَع رأوا أن قرار حركة حماس المتعلّق بعمليات 7 أكتوبر كان غير صحيح، في حين اعتبر 26% من المشاركين أنه كان قرارًا صائبًا.

حل الدولتين والمفاوضات

أما بخصوص حل الدولتين، فكان الخيار السياسي المفضل لدى 52% من أهالي الضفة الغربية، بينما أيد 28% منهم قيام دولة فلسطينية واحدة بين النهر والبحر من دون يهود، في حين رأى 16% ضرورة إقامة دولة واحدة ثنائية القومية وديمقراطية.

وأظهر الاستطلاع أن 56% من المشاركين يرون أنه لا حقّ لدولة إسرائيل في الوجود، فيما اعتقدت الغالبية المطلقة، وخاصة فئة الشباب، أن إسرائيل لن تبقى على المدى البعيد. كما رأى 50% من المشاركين أنه يمكن تدمير دولة الاحتلال بعد أحداث 7 أكتوبر.

أما بشأن وسائل العمل السياسي والميداني، فقد فضّل 43% من الفلسطينيين المفاوضات كوسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية، ودعم 25% خيار المقاومة غير العنيفة، في حين أيد 17% الكفاح المسلح باعتباره وسيلة الخلاص.

اليوم التالي والحكومة

وعن اليوم التالي في غزة، يعتقد 39% من الفلسطينيين أنه يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركتَي حماس وفتح في قطاع غزة، بينما فضّل 24% منهم أن تكون السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. في المقابل، أيّد 17% فكرة إدارة القطاع عبر حكومة تكنوقراط تحت إشراف عربي، في حين أعرب 8% فقط عن رغبتهم في استمرار حكم حماس.

أما بشأن نزع سلاح حركة حماس كخطوة لإنهاء الحرب، فقد عارض 43% من المشاركين تلك الفكرة جملةً وتفصيلًا، بينما أيدها 36%، فيما يرى 71% منهم أن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية يُعد خيانة للفلسطينيين.

اعتراف متبادل

وأبدى 75% من المستطلَعين تأييدهم لفكرة حل الدولتين في إطار حزمة شاملة تتضمن اعترافًا متبادلاً، بحيث تُقام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتُكفل عودة اللاجئين الفلسطينيين، مع وجود اتصال جغرافي بين غزة والضفة الغربية، مقابل اعتراف فلسطيني بدولة إسرائيل. في المقابل، عارض 23% من المشاركين هذه الفكرة.

ورغم النتائج السابقة، حذّر المركز من ضرورة قراءة هذه المعطيات بحذر، نظرًا لأن الجهة التي أجرت الاستطلاع إسرائيلية بالكامل، وهو ما يثير تحفظات كبيرة بين الفلسطينيين الذين يميل معظمهم إلى عدم الإفصاح الكامل عن مواقفهم خشية التبعات، وبسبب انعدام الثقة.