في خطوة جديدة تعكس تحولات صناعة الدراما العربية ومواكبتها لروح العصر الرقمي، أعلن باسل حجار مندوب الشرق الأوسط في سوق كان الدولية للتلفزيون (ميب كوم)، عن توقيع اتفاقية تعاون لإنتاج أول نوع من "الميكرو دراما" في العالم العربي، لتبدأ من خلال أعمال مصرية وسعودية تمهِّد لمرحلة جديدة في صناعة المحتوى المرئي القصير، مشيرًا إلى أن ذلك جاء خلال النسخة التي أقيمت لهذا الحدث والتي اختتمت فعالياتها أول أمس في مدينة كان جنوبي فرنسا.
وأوضح "حجار"، في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة "الميكرو دراما" تمثل نهجًا إنتاجيًا مبتكرًا، يجمع بين التكثيف الدرامي وسرعة الإيقاع التي يفرضها عصر السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الدراما يعتمد على حلقات قصيرة جدًا تتراوح مدتها بين دقيقة وثلاث دقائق فقط، وتُعرض عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن هذا النمط الفني الجديد، المنتشر مؤخرًا في الغرب تحت اسم "Micro Drama"، يعكس واقع المشاهد المعاصر الذي يفضل المحتوى السريع والمكثف على المسلسلات الطويلة أو الأفلام التقليدية، لافتًا إلى أن تطبيقه عربيًا لأول مرة يُعد تجربة رائدة ستفتح آفاقًا جديدة للإنتاج والتوزيع.
محمد المنصور وحضور لافت
وكشف باسل حجار أن دورة هذا العام من سوق كان للتلفزيون شهدت مشاركة عربية واسعة من دول مثل مصر والسعودية والكويت والإمارات والأردن وسوريا والمغرب، وسط حضور تجاوز 11 ألف مشارك من أكثر من 100 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الحدث الذي أُقيم في قصر المهرجانات بمدينة كان جنوبي فرنسا، ضم أكثر من 350 جناحًا لأكبر شركات الإنتاج والتوزيع والمؤسسات الرسمية الدولية، ما جعله منصة عالمية للتفاعل وتبادل الخبرات بين صناع المحتوى التلفزيوني.
وشهدت فعاليات السوق هذا العام مشاركة النجم الكويتي القدير محمد المنصور كضيف شرف، حيث استُقبل بحفاوة كبيرة من قبل رئيسة السوق لوسي سميث، التي أكدت في كلمتها أهمية "ميب كوم" كجسر للتواصل بين الشرق والغرب ومحطة حوار بنّاء لتبادل الرؤى والخبرات الإنتاجية، كما حضر المخرج عبد الله بوشهري، والمنتجان منصور حسين المنصور وعبد الله المنصور ضمن الوفد الكويتي المشارك.
مستقبل الإنتاج العربي
وأكد باسل حجار أن توقيع اتفاقية "الميكرو دراما" خلال فعاليات السوق يحمل دلالة واضحة على جدية التوجه نحو المستقبل من قِبل صناع الإنتاج التلفزيوني والمحتوى في العالم العربي، موضحًا أن سوق كان الدولية للتلفزيون تمثل منصة عالمية حقيقية للحوار والتعاون وتبادل الرؤى حول مستقبل الصناعة.
وأضاف أن هذه الخطوة ستسهم في تطوير شكل الدراما العربية، وفتح مجالات جديدة أمام المبدعين العرب لتقديم محتوى يناسب العصر الرقمي ويصل إلى جمهور أوسع عبر المنصات الحديثة.