قرر قائد القيادة الجنوبية في الجيش الأمريكي الأدميرال ألفين هولسي التنحي عن منصبه نهاية العام الحالي، بعد أقل من 12 شهرًا على توليه المنصب، وهي الخطوة التي أثارت قلقًا وعزاها المراقبون في الداخل الأمريكي إلى عدة احتمالات أبرزها العمليات العسكرية في فنزويلا، بينما ربطها آخرون بخطط عنصرية من قبل إدارة ترامب.
ويأتي رحيل القائد في الجيش الأمريكي، في الوقت الذي يصعِّد فيه الرئيس دونالد ترامب المواجهة مع الحكومة الفنزويلية، فيما عززت وزارة الحرب "البنتاجون" الوجود العسكري في البحر الكاريبي، وأرسلت مدمرات صواريخ وطائرات إف-35 وغواصة نووية ونحو 6500 جندي إلى المكان وشنَّت ضربات عسكرية.
هجمات فنزويلا
تسببت الهجمات -التي أعلن البيت الأبيض أنها تستهدف قوارب جماعات تهريب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا- إلى مقتل 27 شخصًا على الأقل، وأثارت قلقًا كبيرًا بين المشرعين الديمقراطيين الذين شككوا في التزام تلك الضربات بقوانين الحرب.
https://t.co/AYyPZuUsm9 pic.twitter.com/1gY3vBnvqa
— Pete Hegseth (@PeteHegseth) October 14, 2025
تولى الأدميرال ألفين هولسي قيادة القوات الجنوبية في أواخر العام الماضي، وهو المنصب الذي من المفترض أن يستمر عادة لمدة ثلاث سنوات، ولكن مصادر لأكسيوس ونيويورك تايمز أكدت أن العمليات في فنزويلا خلقت توترًا بين قائد القيادة الجنوبية ووزير الحرب بيت هيجسيث، إذ أعرب عن مخاوفه بشأن تلك الهجمات.
إشارة مقلقة
ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن سبب تنحيه في بيانه على منصة إكس، كما لم يتطرق بشكل مباشر إلى الهجمات على القوارب في فنزويلا كسبب لقراره، كما لم يشر وزير الحرب لأي أسباب في بيانه عن تنحي ألفين، واكتفى بشكره على الفترة التي قضاها في الجيش الأمريكي الممتدة لما يقرب من 40 عامًا.
كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور جاك ريد، وصف الاستقالة بأنها غير متوقعة ومقلقة، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي تحشد فيه القوات الأمريكية في جميع منطقة البحر الكاريبي، وتصل فيه التوترات مع فنزويلا إلى نقطة الغليان، فإن رحيل القائد العسكري الأعلى في المنطقة يرسل إشارة مثيرة للقلق بشأن عدم الاستقرار داخل سلسلة القيادة.
حملة تطهير
ورأى آخرون أن تنحي المسؤول الأمريكي له علاقة بحملة تطهير الجيش الأمريكي من القادة الذين يدعمون التنوع والمساواة في الرتب، بحسب "ذا جارديان"، ويعد هولسي هو الأحدث في سلسلة من الضباط الكبار الذين تركوا مناصبهم منذ تولي هيجسيث قيادة البنتاجون.
وكانت بعض عمليات الإقالة مفاجئة، بما في ذلك إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة سي كيو براون، في فبراير الماضي، وهو من أصول إفريقية، ما أدى إلى تهميش طيار مقاتل أسود تاريخي، بجانب إقالة كبيرة الضباط البحرية ليزا فرانشيتي، التي تعد أول امرأة تشغل هذا المنصب.
في الأيام الأخيرة، استقال رئيس وحدة الابتكار الدفاعي دوج بيك بشكل مفاجئ، وطُرِد مدير وكالة استخبارات الدفاع الفريق جيفري كروس، وهي الإقالة التي جاءت بعد وقت قصير من التقاعد المفاجئ للجنرال ديفيد ألڤين، رئيس أركان القوات الجوية، الذي لم يقضى في منصبه سوى عامين من أصل 4 سنوات.