في تغيير كبير محتمل في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقش وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بشكل خاص فكرة الترشح لمنصب سياسي في العام المقبل في ولاية تينيسي؛ وهو ما قد يُعد تغييرًا جذريًا في قيادة البنتاجون الذي يُشرف على الجيش الأمريكي وملايين الموظفين الفيدراليين.
وأشار تقرير لشبكة NBC News نقلًا عن شخصين تحدثا مع "هيجسيث" مباشرة، إلى أن مناقشات وزير الدفاع حول الترشح السياسي جدية، في وقت تمنع وزارة الدفاع الأمريكية الموظفين المدنيين من الترشح للمناصب السياسية، ما يعني أن هيجسيث سيُضطر للاستقالة إذا أراد ذلك.
في المقابل، أصدر شون بارنيل، المتحدث الرئيسي باسم البنتاجون، بيانا قال فيه إن "تركيز هيجسيث لا يزال منصبًا فقط على الخدمة تحت قيادة الرئيس ترامب، وتعزيز رسالة "أمريكا أولًا" في وزارة الدفاع".
لكن، إذا أعلن هيجسيث ترشحه لمنصب سياسي حقًا، فسيكون أمام ترامب عدة خيارات بديلة مؤقتة.
ومن بين هؤلاء وزير الجيش دان دريسكول، الصديق المقرب لنائب الرئيس جيه دي فانس؛ أو مسؤول السياسات في البنتاجون، إلبريدج كولبي. وقد ثبّت مجلس الشيوخ تعيين كليهما في منصبيهما الحاليين، ويمكنهما شغل منصب وزير الدفاع بالإنابة لفترة مؤقتة دون الحاجة إلى جلسة استماع أخرى للتأكيد.
نقاش جاد
نقل التقرير عن أحد المصدرين إن نقاشهما مع هيجسيث جرى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وإنه "كان جادًا، وليس مجرد تبادل للأفكار". أما المصدر الآخر، الذي وصف النقاش هو الآخر بالجاد، فلم يُفصح عن موعد حديثهما، باستثناء أنه كان منذ تولي هيجسيث منصب وزير الدفاع في يناير الماضي.
وتركزت المناقشات حول متطلبات الترشح لمنصب حاكم ولاية تينيسي. قال أحد المصدرين إنه ناقش شروط الأهلية للترشح لمنصب حاكم ولاية تينيسي وفرص هيجسيث في الفوز. وقال الآخر إنه تحدث مع الوزير حول واقع الحملة الانتخابية.
وأشارت NBC News إلى أن من تحدثوا مع هيجسيث أفادوا بأنه ذكر تحديدًا إمكانية ترشحه لمنصب حاكم ولاية تينيسي، حيث يقيم.
في النهاية، أفاد المصدران بأنه لم يتضح بعد محادثاتهما مع هيجسيث ما إذا كان سيُقدم على هذه الخطوة. لكنهما أكدا أنه فكّر فيها.
لذلك، شكك بارنيل في التقرير، وقال في البيان: "NBC التي تبث أخبارًا كاذبة، تسعى جاهدةً لجذب الانتباه، لدرجة أنها تُسوّق قصةً مُختلقة".
وأضاف: "لا يوجد سوى خيارين: إما أن تكون "المصادر" وهمية، أو أن هؤلاء المراسلين مُخادعون".
مشكلات ومعوقات
قبيل توليه وزارة الدفاع في إدارة ترامب الثانية، سبق لهيجسيث، وهو ضابط سابق في الحرس الوطني ومذيع في قناة "فوكس نيوز"، أن خاض حملات انتخابية لمناصب سياسية. حيث ترشح لمجلس الشيوخ عن ولايته، مينيسوتا، عام 2012، ثم انسحب بعد فشله في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
وتأتي اعتبارات هيجسيث السياسية بعد الأشهر الستة الأولى الصعبة إلى حد ما في منصبه كوزير للدفاع. حيث ظهرت مزاعم خلال عملية تأكيد تعيينه، حول معاملته لزوجته الثانية، وسوء الإدارة المالية، وسوء السلوك الجنسي، واستهلاك الكحول. وهي كلها اتهامات نفاها بشدة.
أيضًا، منذ تعيينه، واجه هيجسيث جدلاً واسعاً بسبب الإقالات المفاجئة لكبار موظفيه، واتهامات بالفوضى في البنتاجون، وتساؤلات حول تعامله مع خطط عسكرية حساسة بعد مشاركته معلومات حول عملية عسكرية في اليمن عبر دردشة جماعية غير محمية على تطبيق "سيجنال".
كما أشارت تقارير إعلامية سابقة إلى أن هيجسيث علّق المساعدات لأوكرانيا ثلاث مرات، لكن البيت الأبيض تراجع عن تلك القرارات.
وأخيرًا، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن ترامب ودائرته المقربة يدعمون هيجسيث. كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت الماضي، أن هيجسيث لا يزال في خلاف مع كبار جنرالات الجيش بشأن خياراته المتعلقة بالأفراد والترقيات، وما يُنظر إليه على أنه أولويات حزبية.
كما قد يواجه هيجسيث متطلبات الأهلية إذا أراد الترشح لمنصب في ولاية تينيسي. حيث ينص قانون الولاية على أن يكون المرشحون لمنصب الحاكم قد أقاموا في الولاية لمدة سبع سنوات قبل الانتخابات، بينما انتقل هيجسيث إلى الولاية منذ نحو ثلاث سنوات.