أكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء المصرية، اليوم الأربعاء، أن مصر تواصل دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، معلنًا الجاهزية الكاملة لاستقبال المصابين من قطاع غزة وتوفير الرعاية الطبية لهم داخل المستشفيات المصرية.
وأوضح المحافظ، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"القاهرة الإخبارية"، أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع وزارة الصحة المصرية لتجهيز مستشفيات العريش وبئر العبد لاستقبال الحالات الحرجة، إلى جانب تجهيز سيارات إسعاف ومعابر الدخول لضمان سرعة نقل الجرحى من القطاع.
وأضاف أن العمل جارٍ على ضخّ المساعدات الإنسانية بشكلٍ مكثّف إلى داخل غزة، مشيرًا إلى وجود زيادةٍ ملحوظةٍ في حجم المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح، وتشمل مواد غذائية وطبية واحتياجاتٍ عاجلةٍ للسكان المتضررين.
وشدّد على أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع الملف الإنساني في غزة على رأس أولوياتها، وتبذل جهودًا مكثّفةً لتأمين دخول المساعدات وتعزيز جهود الإغاثة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية.
استقبال المصابين من غزة
وواصل "المساعدة الإنسانية يتولاها الهلال الأحمر وبعض المنظمات، ولكن الإشراف والتنفيذ والمتابعة كلها ترجع إلى الهلال الأحمر، وكل ذلك يأتي في إطار تخطيط الدولة وغرفة الأزمة، ومن ثم، تشرف محافظة شمال سيناء على التنفيذ.
وتابع: "اتفاق وقف إطلاق النار عبارة عن 3 مراحل، نُفذت منه مرحلة واحدة، وزودنا الاحتياطيات الخاصة بنا، وهناك خطة من وزارة الصحة لاستقبال الجرحى والمصابين على 3 أنساق طبية، وبمجرد التحرك من المستشفى المحددة في قطاع غزة نكون على علم بذلك، ونتابعهم إلى أن يصلوا إلى البوابة من الناحية الأخرى لمعبر رفح البري المخصص لنقل الأفراد وليس البضائع، ويكون هناك مجموعة من السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي وكلهم جاهزون ومستعدون".
وأردف: "نستقبل المصاب أو المريض مرضا مزمنا ولم يحصل على علاج منذ فترة، حيث يأتون إلى المعبر ويجدون أطقم من الهلال الأحمر مخصصة للدعم النفسي للجميع وليس الأطفال فقط، ويتم تطعيم جميع الأطفال في نقطة قريبة من الناحية الأخرى للمعبر".
وواصل: "العيادات المتنقلة تقوم بعمل تشخيص طبي لكل الحالات، ويتم إبلاغ الأطباء المختصين ووزارة الصحة وغرفة الأزمة في القاهرة لتحديد ما إذا كان المصاب سيتم إخلاؤه مباشرة للنسق الأول الذي هو محافظة شمال سيناء أو النسق الطبي الثاني وهو محافظات أخرى متاخمة لشمال سيناء أو النسق الطبي الثالث بالقاهرة، وثمّة حالات جرى إخلاؤها مباشرة في المرات السابقة، وذلك من المعبر إلى القاهرة المباشرة".
خبرة كبيرة في استقبال الجرحى
وتحدث اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، قائلاً إن المحافظة اكتسبت خبرة كبيرة من المراحل السابقة فيما يتعلق باستقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، مشددًا على وجود دعم من الأطباء في تخصصات حرجة بأعداد محسوبة وفقًا للأعداد المتوقع استقبالها، وذلك في جميع مستشفيات محافظة شمال سيناء.
واستكمل مجاور: "هناك أجهزة أشعة متطورة متنقلة عبر الشاحنات موجودة في المستشفيات حاليًا، والعيادات المتنقلة تجري الفحوص لجميع الأمراض وهي موجودة داخل المعبر، بالإضافة إلى دعم من الممرضين والممرضات وفِرق الإسعاف، وكمية كبيرة جدًا من الأدوية جرى إتاحتها بناءً على حسبة علمية وفقًا للخبرات السابقة".
المساعدات تصل بحراً وجوًّا
وكشف محافظ شمال سيناء أن الدولة المصرية تستقبل المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة بحرًا عن طريق ميناء العريش، كما نستقبل المساعدات عبر مطار العريش الدولي الجديد، الذي أصبح يتمتع بمواصفات دولية، ويحتوي على قاعات ومخازن، وقد استقبلنا فيه آلاف الطائرات، حيث نزل في هذا المطار الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون، كما أن كل الوفود تأتي عبر هذا المطار".
وتابع: "أضف إلى ذلك ما يأتي برا بالسكك الحديدية إلى منطقة بئر العبد، ثم يتم نقله إلى المخازن أو عن طريق الأنفاق الضخمة التي دشنتها الدولة المصرية في السنوات الماضية، وهو ما يسهل حركة المساعدات".
وأكد محافظ شمال سيناء وجود غرفة عمليات للهلال الأحمر تتولى استقبال كل هذه البيانات، وهناك عدد كبير من المخازن في أماكن قريبة من المنفذ، حيث يتم تسجيل كل ما يأتي من مساعدات أولاً بشكل يدوي، ثم يُسجل إلكترونيًا باستخدام QR-CODE، وفي حالة الفحص، يتم تحديد بلد المنشأ وموعد دخول القطاع والكمية وتاريخ الصلاحية وغيرها من البيانات المطلوبة، ما يسهل تتبع الشاحنات.
اتفاق شرم الشيخ
استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمةَ سلامٍ بشأن غزة، وقّع خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاقًا نهائيًا لوقف إطلاق النار في غزة.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، والذي تم التوصّل إليه في مدينة شرم الشيخ المصرية، دخل حيّز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي، عقب إعلان الاحتلال مصادقة حكومته على الاتفاق، وبدء انسحاب جيشه من المواقع والمناطق المأهولة في القطاع، وبدء عودة النازحين إلى شمال القطاع، وذلك في إطار المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.