الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساركوزي إلى زنزانة "VIP".. أول رئيس فرنسي يُسجن منذ 80 عاما

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يبدأ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، تنفيذ عقوبته بالسجن لمدة 5 سنوات، بتهمة التآمر للحصول على تمويل انتخابي غير قانوني، الذي يزعم أنه اضطهاد يساري، بحسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

وسلّم نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، أمس الثلاثاء، المقبل إلى سجن "لا سانتيه" في وسط باريس، لبدء تنفيذ عقوبته بالسجن لمدة 5 سنوات، التي صدرت سبتمبر الماضي، بتهمة التآمر للحصول على تمويل انتخابي غير قانوني من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

ورفض ساركوزي -70 عامًا- الذي تولى الرئاسة من عام 2007 إلى 2012، وحلفاؤه القضية باعتبارها اضطهادًا سياسيًا، وشكّل أمر القضاة غير المعتاد بعدم تأجيل عقوبته في انتظار الاستئناف صدمة، واعتبره مؤيدوه ظالمًا.

سيتحول نيكولا ساركوزي إلى "نزيل رسمي" في أحد أشهر سجون باريس، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025. هذا السجن الذي طالما استقبل مجرمين، تجار مخدرات، والآن رجال دولة سابقين.

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

يستأنف محامو ساركوزي فورًا إطلاق سراحه من سجن "لا سانتيه" -سجن عمره 158 عامًا يقع على الضفة اليسرى- استنادًا إلى السن وبعض التفاصيل القانونية، وسيكون أمام القضاة شهرين للرد على طلبهم، في الوقت الذي أبقى تاريخ سجن ساركوزي سرًا في البداية لحماية خصوصيته، لكن المسؤولين سرّبوا التفاصيل إلى وسائل الإعلام الفرنسية.

ويكون الرئيس المحافظ السابق، الذي ينفي ارتكابه أي جريمة، أول زعيم فرنسي يُسجن منذ الحرب العالمية الثانية، كان آخر رئيس دولة فرنسي يُسجن فيليب بيتان، زعيم النظام المتعاون مع النازيين، خلال الحرب العالمية الثانية، الذي توفي داخل سجن بجزيرة في المحيط الأطلسي عام 1951.

يُعرف سجن "لا سانتيه" بأنه سجن لكبار الشخصيات، وجُدّد مؤخرًا، ومن بين نزلائه المشاهير وذوي السمعة السيئة جاك ميسرين، رجل العصابات المعروف بلقب "عدو الشعب الأول"، الذي هرب من السجن عام 1987، وموريس بابون، قائد شرطة باريس السابق، الذي أُدين عام 1998، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لترحيله يهودًا من بوردو، خلال الحرب العالمية الثانية.

سجن "لا سانتيه"
زنزانة "VIP"

ووفق تسريبات لوسائل إعلام فرنسية، سيبدأ ساركوزي رحلته في قسم "الوافدين"، تمامًا مثل أي سجين عادي ـ إن كان يمكن استخدام كلمة "عادي" في حالة رئيس سابق.

بعد فترة المراقبة، سينتقل ساركوزي إلى قسم "المحصنين"، حيث يُحتجز عادةً أصحاب "الملفات الحساسة" أو المشاهير الذين لا يليق أن يُخالطوا عامة المساجين.

سيُحتجز ساركوزي في جناح "الأشخاص المعرضين للخطر" من السجن، في الدائرة الـ14، مع سجناء كبار الشخصيات الآخرين، بينما تكون الزنزانة الصغيرة مزودة بدُش وأثاث بسيط، هي نفسها المستخدمة في الزنازين الأخرى، سيُمنح هاتفًا للاستخدام بأرقام معتمدة، وسيُمنح نفس الزيارات مرتين أسبوعيًا، التي يحصل عليها السجناء الآخرون.

كرئيس سابق، يتمتع ساركوزي مدى الحياة بخدمات موظفين تدفع الدولة رواتبهم، بما في ذلك سائقون وسكرتيرة، وحماية شرطة على مدار الساعة، ليس من الواضح كيف سيتم تكييف هذا الوضع مع سجنه.

وخلال محاكمته، صرّح المدعون العامون بأن ساركوزي ومساعديه أبرموا صفقة سرية مع القذافي عام 2005، لتوفير أموال لحملته الانتخابية الرئاسية الفرنسية بعد عامين.

سجن "لا سانتيه"

غير أن السيناتور جي بناروش، الذي رافق الزيارة، تحدث عن الزنزانة التي أُعدّت للرئيس الأسبق: هاتف، ثلاجة، موقد كهربائي، تلفزيون، مرافق صحية.. لا توجد خصوصية، لكنها مضاءة جيدًا".

جيران ساركوزي الجدد

أما عن الجيران في قسم "المحصنين"، فالقائمة لا تخلو من الأسماء المثيرة: شخصان محكومان في الملف الليبي نفسه الذي جرّ ساركوزي إلى هنا، وهما وهيب ناصر وألكسندر دجوري، إلى جانب "رجل دولة إفريقي" وسجين متهم بجريمة قتل. باختصار: نادٍ حصري للأشخاص الذين تلتقي ملفاتهم عادةً في الصفحات الأولى من الصحف، لا في ممرات السجن.

أوضحت المديرة المساعدة للسجن أن الهدف من هذا القسم هو "حماية هؤلاء من بقية السجناء". بمعنى آخر: حتى في السجن، لا يزال هناك ."VIP Lounge" أو قاعة كبار الزوار.

ساركوزي، الذي لا يزال يتمتع بشعبية ويمارس نفوذًا في السياسة الفرنسية المحافظة، وكذلك لدى الرئيس إيمانويل ماكرون، أُدين بالفعل بجرائم أخرى، العام الماضي، أيدت محكمة الاستئناف إدانته وحكمًا بالسجن لمدة عام لمحاولته عام 2014 الحصول على امتيازات من قاضٍ.

وقضى ساركوزي 3 أشهر من تلك المدة وهو مُقيد بسوار إلكتروني في منزله خلال وقت سابق من هذا العام، قبل أن يُمنح إفراجًا مشروطًا، كما حُكم عليه بالسجن 6 أشهر، يُقضيها خارج السجن، بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الرئاسية الفاشلة عام 2012.