حالة من النشاط الفني يعيشها المؤلف المصري محمد جلال، بعد أن حقق حضورًا لافتًا من خلال فيلم "هيبتا-المناظرة الأخيرة"، الذي ينافس حاليًا في شباك التذاكر المصري محققًا إيرادات قاربت الـ15 مليون جنيه مصري، وبجانب النجاح السينمائي يواصل نشاطه تليفزيونيًا من خلال المسلسل الاجتماعي "لينك" الذي لاقى تفاعلًا مع عرض أولى حلقاته، إضافة إلى استعداده لفيلم جديد تدور أحداثه في إطار رومانسي كوميدي، ليواصل رحلته في تقديم أعمال تجمع بين المتعة والرسالة.
النصب الإلكتروني
يؤكد المؤلف محمد جلال لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن اهتمامه المتزايد بعالم التواصل الاجتماعي بكل أشكاله، كان السر في تحمسه لفكرة مسلسل "لينك"، إذ يقول: "أصبحت أرى أن السوشيال ميديا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، وأحاول منذ فترة أن أكتب عن القصص الدرامية التي تحدث بداخله لكن من منظور حيادي دون مبالغة".
يضيف: "هذا التوجه بدأته في مسلسلي السابق "دوبامين"، الذي تناول حياة المؤثرين وكواليس السوشيال ميديا، لاستأنفه في مسلسل "لينك"، الذي يعالج قضايا أكثر تعقيدًا مثل النصب الإلكتروني وتأثيره على الأفراد والمجتمع".
جانبان متناقضان
يرى محمد جلال أن تأثير السوشيال ميديا على المجتمع والعلاقات أصبح بالغ الأثر، مشيرًا إلى أنها تحمل جانبين متناقضين أحداهما إيجابي والآخر سلبي، وحول ذلك يقول: "السوشيال ميديا قربت الحياة بشكل كبير وجعلت كل شيء سريعًا، لكنها في الوقت نفسه أثرت علينا بطريقة عكسية خصوصًا في العلاقات الإنسانية، إذ جعلت دائمًا هناك مقارنة مستمرة بين الواقع وما يعرض على المنصات، وهو ما يؤثر بشكل كبير على استقرار العلاقات وتفكير الناس".
يضيف: "هذه التغييرات الاجتماعية شكّلت دافعًا قويًا لكتابة مسلسل "لينك"، إذ يستند العمل إلى تجارب واقعية حقيقية بعضها تم الحصول عليه من خلال مختصين في قضايا النصب الإلكتروني، إضافة إلى حكايات أعمق وأكثر تأثيرًا سيتم عرضها خلال الحلقات".
وتابع: "المسلسل يعتمد على قصص حقيقية وقريبة للغاية من الناس، وهناك خط واضح يربط كل هذه القصص ببعضها البعض، وهو تأثير عالم السوشيال ميديا سواء من خلال التطبيقات التي تستخدم في النصب أو الفضائح التي تنتشر على الإنترنت أو البلاغات والجرائم التي تحدث عبر الشبكة".
يوضح المؤلف المصري أن المسلسل بالتأكيد يعكس واقعًا نعيشه بالفعل، ويقدم رؤية درامية جريئة وصادقة ما يجعله مشروعًا فنيًا مهمًا في ظل التأثير المتزايد لعالم السوشيال ميديا على حياتنا.
هيبتا- المناظرة الأخيرة
يؤكد محمد جلال أن فيلم "هيبتا- المناظرة الأخيرة"، يمثل تجربة خاصة وقريبة إلى قلبه، مشيرًا إلى التعاون الطويل مع محمد صادق الذي استمر ما يقرب من 8 سنوات حتى تمكنا أخيرًا من عرضه على الشاشات.
وأوضح أن هذه التجربة كانت مختلفة جدًا، إذ كتب الفيلم من قلبه، مع أمل أن يصل إلى قلوب وعقول الجمهور خصوصًا أنه يناقش موضوع الحب من منظور جديد ومختلف.
أضاف: في فيلم "هيبتا" نرى الحب بطريقة جديدة تمامًا بعيدًا عن السطحية التي اعتدنا عليها بل نغوص بعمق داخل العلاقات العاطفية، فالفيلم يعكس نظرة حيادية، وهذا ما تطلب منا بحثًا طويلًا وسماع قصص كثيرة حتى نرسم خيطًا يربط بين كل هذه العلاقات".
أشار إلى أن التحدي الأكبر كان الصبر والاستمرار طوال فترة التحضير الطويلة، قائلًا: "عملنا على الفيلم لنحو 8 سنوات وكل فترة كانت تخطر في بالنا فكرة أفضل ونبدأ تطويرها، لذا لم يكن هدفنا إلا أن نقدم فيلمًا أقوى وأعمق من الجزء الأول".