تغوص الحكاية السادسة "ديجافو" من مسلسل " ما تراه ليس كما يبدو" في عمق تجربة الفقد وتأثيراته المتعددة على النفس البشرية، حيث تختلف طرق التعامل مع الألم والغياب من شخص إلى آخر.
تحكي القصة عن بطلة تعيش حالة غريبة، ترى ذكريات لم تعشها لكنها تشعر بها كأنها حقيقية، في ظاهرة تعرف بالـ"ديجافو"؛ ذلك الإحساس الغامض بأنك عشت موقفًا ما من قبل رغم أنه يحدث لأول مرة.
العمل من تأليف نسمة سمير، وإخراج محمد خضر، بطولة الفنانين "شيري عادل، أحمد الرافعي، عمرو وهبة، وهند عبدالحليم".
شعور الفقد
تحدثت نسمة سمير لموقع "القاهرة الإخبارية" عن فكرة "ديجافو"، قائلة: "الفكرة الأساسية انطلقت من اهتمامي العميق بمفهوم الفقد وأشكاله المتعددة، وكيف تختلف طرق التعامل معه من شخص لآخر".
وتضيف: "كنت مشغولة جدًا بكيفية تأثير شعور الفقد على الإنسان، وكيف يمكن أن يُغيره إلى نسخة جديدة لا يعرفها هو نفسه، بل قد يكتشف فيها جوانب صادمة وغير متوقعة في شخصيته ".
وعن اختيار اسم "ديجافو" للعمل، أوضحت المؤلفة أن الحكاية تدور حول بطلة ترى ذكريات شخصية ليست من تجربتها الحقيقية، لكنها تشعر بها وكأنها حدثت معها بالفعل. وهذا ما يمثل جوهر مفهوم "الديجافو" ذاته؛ شعور الإنسان بأنه عاش موقفًا أو رأى مشهدًا من قبل، رغم أنه يمر به لأول مرة. ولذلك، كان هذا الاسم هو الأنسب ليعكس حالة التشوش والاضطراب النفسي التي تمر بها البطلة طوال القصة.
رسالة العمل
أما عن الرسالة التي أرادت إيصالها من خلال العمل، فأكدت المؤلفة أن الإنسان أحيانًا يحبس نفسه في ذكرى أو لحظة أو فكرة معينة، فيعيد تفسير حياته كلها من خلالها، في حين أن الطريق إلى الخلاص يكمن في توسيع أفقه ومواجهة مخاوفه من المجهول. وبطبيعتها، تميل في كتاباتها إلى طرح الأسئلة بدلًا من تقديم إجابات جاهزة، ومن أكثر الأسئلة التي شغلتها خلال كتابة العمل كان: "لو فقدت شخصًا غاليًا جدًا، وأتيحت لك فرصة لإعادته، لكن في المقابل ستدمر حياة أقرب الناس إليك.. ماذا ستختار؟".
وأضافت: "على الرغم من توقعي لحدوث جدل حول هذا السؤال، فإن حجم التفاعل الكبير والتوحد العاطفي من الجمهور معها فاجأها وأسعدها في الوقت نفسه، إذ اعتبرت هذا دليلًا على نجاحها كمؤلفة في نسج عالم متكامل استطاع أن يستفز مشاعر وأسئلة المتلقين".
أما عن كواليس العمل مع المخرج محمد خضر، أشادت المؤلفة بالموهبة البصرية لـ خضر، مشيرة إلى قدرته الفريدة على ترجمة الحالة النفسية والمشاعر المكتوبة على الورق إلى صور قوية وملموسة تلامس المشاهد.
وأوضحت أنها أثناء كتابتها تركّز بالأساس على بناء الشخصيات ذاتها، وليس على ترشيح الممثلين، لكنها عند سماع أسماء الممثلين الذين تم اختيارهم، شعرت أن تلك الأسماء تناسب شخصيات القصة بشكل دقيق، وكأنهم تجسيد حي لما كانت تتخيله لشخصياتها على الورق.