الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقليص الخدمات وإرباك المزارعين.. تداعيات الإغلاق الحكومي تظهر على الأمريكيين

  • مشاركة :
post-title
الكونجرس الأمريكي يفشل في إنهاء الإغلاق الحكومي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأت تداعيات إغلاق الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، الذي دخل الآن أسبوعه الثاني، في الظهور على قطاعات معينة من الأمريكيين، وهو ما يشير إلى مشكلات قد تتفاقم بالنسبة للعامة إذا لم يتمكن الكونجرس من التوصل إلى اتفاق تمويل قريبًا.

وذكرت صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه في بعض مجتمعات الأمريكيين الأصليين جرى تقليص أو إلغاء الخدمات الطبية الأساسية، مثل مراقبة مرض السكري وجلسات الرعاية الصحية عن بعد.

ولم يعد بإمكان المحاربين القدامى الحصول على استشارات مهنية أو التوجه إلى مكاتب الإعانات الإقليمية، وسيضطر دافعو الضرائب الذين يسارعون إلى الالتزام بالموعد النهائي لتقديم الإقرارات الضريبية، الأربعاء المقبل، إلى الانتظار بسبب قلة عدد موظفي خدمة العملاء في مصلحة الضرائب الذين يعملون على الإجابة على الاستفسارات.

علاوة على ذلك، يواجه العديد من مزارعي الفاكهة والخضراوات في البلاد صعوبات في التخطيط لمحاصيل العام المقبل، نظرًا لغموض الوضع بشأن المساعدات الفيدرالية التي يمكنهم توقعها. 

كما تلقت قطاعات كبيرة من القوى العاملة الفيدرالية، أمس الأول الجمعة، ما سيكون آخر رواتبها حتى إعادة فتح الحكومة.

وأعلنت إدارة ترامب، الجمعة، أن أكثر من 4 آلاف موظف فيدرالي سيتم تسريحهم في جولة جديدة من عمليات الفصل الجماعي، وهي المناورة التي تواجه بالفعل تحديًا قانونيًا.

ومع تفاقم التوترات، لم تفعل التداعيات حتى الآن الكثير لترجيح كفة الميزان في واشنطن، بعدما دخل الجمهوريون والديمقراطيون في مواجهة حول كيفية تمديد التمويل لإبقاء الحكومة مفتوحة.

سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكثيف الضغط على الديمقراطيين من خلال خفض أو إيقاف تمويل الولايات الديمقراطية بمليارات الدولارات، وتكثيف تهديداته بإصلاح البيروقراطية الفيدرالية.

والأسبوع الماضي، لوَّح ترامب بحرمان بعض الموظفين الفيدراليين من رواتبهم المتأخرة، ما زاد من قلق القوى العاملة التي واجهت ضغوطًا وعدم يقين منذ عودته إلى المكتب البيضاوي.

قال ترامب، الأربعاء الماضي: "سيحصل معظمهم على رواتبهم المتأخرة، وسنسعى جاهدين لضمان ذلك.. لكن بعضهم يتضرر بشدة من الديمقراطيين، وبالتالي لن يكونوا مؤهلين".

تم إيقاف نحو 600 ألف موظف فيدرالي عن العمل بسبب الإغلاق، ويعمل آخرون دون أجر لأنهم يشغلون وظائف تعتبرها الإدارة بالغة الأهمية لحماية الممتلكات والحفاظ على سلامة الناس.

وكان موظفون في إدارة الخدمات العامة ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية من بين أولئك الذين تلقوا رواتبهم الأخيرة، الجمعة الماضي، والتي كانت أصغر من المعتاد لأن فترة الدفع شملت أربعة أيام من الإغلاق.

من المتوقع أن يحصل موظفون آخرون، بمن فيهم موظفو هيئة المتنزهات الوطنية، وإدارة الطيران الفيدرالية، وإدارة مكافحة المخدرات، على رواتب جزئية ونهائية مماثلة الأسبوع المقبل، إذ يلزم القانون موظفي الحكومة الفيدرالية بسداد رواتبهم عند إعادة فتح الحكومة.

أدى الإغلاق الحكومي أيضًا إلى إرباك خطط المزارعين الأمريكيين، الذين بدأ الكثير منهم باتخاذ قرارات بشأن محاصيل العام المقبل، إذ تعتمد هذه الخطط على معلومات لا يمكن إلا للحكومة الفيدرالية توفيرها، مثل القروض ومدفوعات المزارع والمحافظة على البيئة المتاحة، وبيانات السوق المحددة للمساعدة في اتخاذ القرارات بشأن أنواع النباتات التي يجب زراعتها.

تشكل تكلفة الرعاية الصحية محور الجمود في الكونجرس الذي أدى إلى الإغلاق الحكومي، وحتى يوم الجمعة لم تظهر أي بوادر على وجود حل وسط.

يراقب المسؤولون عن كثب تأخيرات الرحلات الجوية لمعرفة ما إذا كان عدد مراقبي الحركة الجوية الذين يتغيبون عن العمل بسبب المرض أكبر من المعتاد، مما يتسبب في تأخير الرحلات، بسبب أن المراقبين مجبرون على العمل خلال فترة الإغلاق دون أجر.

تلقى بعض الموظفين في مكاتب الهواء والماء التابعة لوكالة حماية البيئة، الذين يشرفون على سلامة مياه الشرب، إخطارات الأربعاء قبل الماضي، أنهم لا يستطيعون العمل حتى إعادة فتح الحكومة، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني إلى أعضاء الموظفين.

سيواصل نحو 40 ألف موظف العمل استعدادًا لموسم الضرائب في العام المقبل، لكنهم لن يحصلوا على أجورهم.

تُمنح أيضًا إجازة مؤقتة للموظفين الفيدراليين الذين يصدرون تصاريح لمجموعة من المشروعات، مثل بناء جسر أو أي إنشاءات أخرى تؤثر على الموارد الطبيعية كالأراضي الرطبة، وإذا استمر الإغلاق لأسابيع أو أشهر، فسيؤدي ذلك إلى تأخيرات كبيرة في المشاريع في جميع أنحاء البلاد.

كما أن الأموال اللازمة لتوفير قسائم البقالة لملايين الأمهات والأطفال من ذوي الدخل المنخفض معلقة، وتدرس إدارة ترامب حلولًا جديدة لسد فجوة التمويل هذه حتى إعادة فتح الحكومة.

قالت رينيه ويليس، رئيسة ومديرة تنفيذية للتحالف الوطني للإسكان منخفض الدخل، إن "الإغلاق جاء على حساب الأشخاص الأكثر ضعفًا في أمتنا".