بمشهد احتفالي يعكس روح الفن، احتضنت العاصمة العراقية انطلاق فعاليات الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شيَّاع السوداني، وإشراف وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، وتنظيم دائرة السينما والمسرح برئاسة الدكتور جبار جودي، وامتلأت ساحة المنصور الكبرى بالنجوم والمبدعين من داخل العراق وخارجه، في افتتاح يعيد لبغداد تألقها المسرحي ومكانتها الثقافية بين العواصم العربية.
افتُتِح الحفل بأوبريت استعراضي بعنوان "حلوة بغداد" من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح، عبّر عن جمال العاصمة وتاريخها الفني والإنساني، وتخلل الحفل تكريم الفنان الكبير ميمون الخالدي، الذي أُطلق اسمه على هذه الدورة تقديرًا لمسيرته الطويلة وعطائه الذي ترك بصمة في المشهد المسرحي العربي.
وفي كلمة مؤثرة خلال الافتتاح، عبّر "جودي"، نقيب الفنانين العراقيين ورئيس المهرجان، عن تضامن العراق مع غزة قائلًا: "من بغداد إلى غزة يولد سلام من رحم الألم"، مشيرًا إلى أن ميلاد السلام هناك يمثل فجرًا جديدًا يعيد الأمل والحياة إلى أرضها الجريحة.
ولاقت كلمته تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين حيّوا هذا الموقف الإنساني الصادق.
وشهد الحفل حضور وفد مصري كبير، ضم الفنان رياض الخولي والمخرج خالد جلال والفنان أيمن الشيوي والفنانتين وفاء عبده ووفاء سالم، إلى جانب نخبة من نجوم المسرح من مختلف الدول العربية والأجنبية، وهو ما يؤكد مكانة بغداد كملتقى للمبدعين من أنحاء العالم.
وعقب مراسم الافتتاح، انطلقت العروض المسرحية الرسمية بمسرحية "مأتم السيد الولد" من إخراج مهند هادي على مسرح المنصور.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان حتى السادس عشر من أكتوبر الجاري على مسارح المنصور والرشيد والمسرح الوطني، بمشاركة 15 عرضًا عربيًا ودوليًا إلى جانب العروض العراقية، من بينها العرض المغربي "نشرب إذن" تأليف العراقي قاسم مطرود وإخراج خالد أزوويشي، والعرض البولندي "Silence" للمخرج Pawel Szkotak.
وتتواصل فعاليات المهرجان يوميًا عبر ندوات نقدية بمشاركة نقاد عرب وعراقيين، إلى جانب ورش عمل متخصصة في التمثيل والإخراج والارتجال، يقدمها عدد من أبرز المبدعين العرب، من بينهم الفنان فايز قزق والمخرج الفاضل الجعايبي الذي يقدم "ماستر كلاس" ضمن برنامج المهرجان، إضافة إلى توقيع إصدارات مسرحية جديدة.