قال القيادي في حركة حماس فوزي برهوم، إنَّ أولويات الحركة هي الوقف الفوريّ للعدوان على قطاع غزة، مجددًا التمسّك الكامل بالحقوق الفلسطينية الوطنية الثابتة، والدفاع عن تطلّعات الشعب الفلسطيني في التحرير والإصلاح والاستقلال.
أضاف "برهوم" في كلمة مسجلة عبر "التيليجرام"، اليوم الثلاثاء، أن الحركةَ تعاملت بمسؤوليةٍ عالية مع كل مقترحاتِ وقفِ إطلاق النار خلال العامين الماضيين، والتي كان آخرها مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
عرقلة مفاوضات القاهرة
وذكر أنَّ "وفدَ الحركةِ المشاركَ في المفاوضاتِ الحاليةِ في مصر يسعى إلى تذليلِ كل العقبات أمام تحقيق اتفاقٍ يلبّي طموحاتِ شعب غزة وأهلها، وفي مقدّمتها وقفٌ دائمٌ وشاملٌ لإطلاق النار، والانسحابُ الكاملُ لجيش الاحتلال من جميع مناطق قطاع غزة، وإدخالُ المساعداتِ الإنسانيةِ والإغاثيةِ دون قيود، وضمانُ عودةِ النازحين إلى مناطقِ سكنهم، والبدءُ الفوريُّ بعمليةِ إعادةِ الإعمار الشاملة تحت إشراف هيئةٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ من التكنوقراط، وإبرامُ صفقةِ تبادلِ أسرى عادلةٍ".
وحذّر القيادي في حماس من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلة وإفشال الجولة الحالية من المفاوضات، متهمًا إياه بتعمد إفشال كل الجولات السابقة.
وأضاف: "على الرغم من القوة العسكرية الغاشمة والدعم اللامحدود والشراكة الأمريكية الكاملة في حرب الإبادة في غزة، فإنهم لم ولن يفلحوا في إحراز صورةِ نصرٍ زائفة".
وتابع: "الحركة تؤمن بوعي الشعب الفلسطيني ووحدته وعدالة القضية، وواثقون من قدرتنا على إفشال كلّ مخططات تصفية قضيتنا وتمرير أجندات الاحتلال الإسرائيلي".
معاناة على مدار عامين
ولفت إلى أنَّ الصامدين في قطاع غزة عانوا على مدار عامين كاملين من حرب إبادة، وتجويعٍ ممنهج، وتدميرٍ شامل، وتطهيرٍ عرقيٍّ على يد الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلًا، مضيفًا أنه "رغم الأهوال المروّعة والمآسي التي فاقت حدود الوصف، بما في ذلك النزوح والتشريد القسري والحرمان من أبسط مقوّمات الحياة الإنسانية، فإن الاحتلال مُني بفشلٍ ذريعٍ في تحقيق أهدافه العدوانية، وفي مقدمتها كلّ محاولات التهجير القسري، واستعادة الأسرى بالقوة، أو زرع كياناتٍ عميلةٍ بديلة".
وواصل: "ارتقى إلى العلا في هذه الملحمة البطولية الإنسانية أكثر من 67 ألف شهيد، ونحو 170 ألف جريح ومصاب، وأكثر من 15 ألف مفقود، الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء. وتجاوز عدد شهداء التجويع المتعمّد 500 شهيد، ومئاتُ آلافِ النازحين، في ظل شراكةٍ أمريكيةٍ كاملة، وعجزٍ مريبٍ من قبل المنظومة الأممية والمجتمع الدولي".
وصمة عار
كما أكد القيادي في حركة حماس أنَّ ما يقارب 95% من ضحايا هذا العدوان الإسرائيلي هم من المدنيين العزّل، مشيرًا إلى أن ذلك يشكّل وصمةَ عارٍ أبدية على جبين الاحتلال الإسرائيلي وكلّ الداعمين له، والصامتين عن تجريم هذه الإبادة.
وأوضح أنَّ الضفة الغربية والقدس المحتلتين لم تكن بمعزلٍ عن الأجندة الفاشية لحكومة الاحتلال التوسعية، التي تسعى للضمّ والتهجير والاستيلاء الكامل على الأراضي، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أنَّ هذه المخططات تكشف بجلاء حقيقة الاحتلال كقوة غاشمة توسعيةً تُهدّد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
الأسرى الفلسطينيون
لفت إلى أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يواجهون جحيمًا مضاعفًا من التجويع والإذلال والتنكيل الممنهج؛ موضحًا أن نحو 80 أسيرًا منهم ارتقوا، بينهم 50 من قطاع غزة؛ نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمّد والحرمان من الغذاء والدواء.
الحرب على الوجود الفلسطيني
ونوه إلى أنَّ مخططات الاحتلال الإسرائيلي أثبتت أنّ حربه خلال عامين لم تكن موجّهةً ضدّ حماس وفصائل المقاومة فحسب، بل كانت حربًا شاملةً على الوجود الفلسطيني برمّتِه، وسعيًا محمومًا لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس قضيتِه وشطبِ حقّه الأصيل في التحرير والعودة.
وحمّل حكومةَ نتنياهو والإدارةَ الأمريكيةَ الداعمةَ المسؤوليةَ السياسيةَ والقانونيةَ والأخلاقيةَ والتاريخيةَ الكاملة عن جرائمِ الحرب والإبادة المرتكبة في غزة.