بعد أيامٍ حافلةٍ بالورش والندوات والأفلام، اختُتم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط فعالياتُ دورته الـ41 في حفلٍ أُقيم أمس الاثنين، وحضره عددٌ من الفنانين، منهم المخرج محمد عبد العزيز، والمخرج عمر عبد العزيز، وأميرة فتحي، وسوزان نجم الدين.
واستعرض الناقد الأمير أباظة، رئيسُ المهرجان، في كلمته أبرزَ ما تضمنته فعالياتُ الدورة من عروضٍ سينمائية وندواتٍ واحتفاءاتٍ رمزية، مشيرًا إلى أن المهرجان واصل هذا العام رسالتَه في دعم السينما العربية والمتوسطية وإبراز طاقات المبدعين الشباب، كما حرص على الاحتفاء بنصر أكتوبر المجيد الذي يتزامن الاحتفالُ به اليوم، وقال: "كل عامٍ ومصرُ المحبةِ والخيرِ والسلامِ، وتعيش في سلامٍ."
كما شهد الحفلُ تكريمَ الفنان الكبير ناصر المزداوي تقديرًا لمسيرته الفنية، ليقدِّم بعد التكريم أغنيةً خاصةً عن الإسكندرية، ثم أُعلنت بعدها نتائجُ مسابقاتِ المهرجان، والتي جاءت كالتالي:
مسابقة الفيلم المتوسطي الطويل
فاز فيلم "المنبر" من مصر، للمخرج أحمد عبد العال، بجائزة أفضل فيلم، في إنجازٍ جديدٍ للسينما المصرية التي واصلت تألّقَها في المهرجان.
ومنحت لجنةُ التحكيم جائزتَها الخاصة لفيلم "خلف ابتسامة واحدة" من إنتاج كرواتيا والولايات المتحدة، تقديرًا لطرحه الإنساني وأسلوبه الإخراجي المبتكر.
أما جائزة يوسف شاهين لأفضل إخراج، فذهبت إلى المخرج الإسباني أرتورو دوينياس عن فيلمه Secundarias (ثانويات)، بينما حصد الكاتب الألباني روبرت بودينا جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو عن فيلمه Waterdrop (قطرة ماء).
وفي فئات التمثيل، فاز الفرنسي عمر ضياو بـ جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل عن أدائه في فيلم "حيث يوجد الحب"، فيما ذهبت جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة إلى الألبانية جريسا بالاسكا عن دورها في قطرة ماء.
كما حصد مديرُ التصوير المغربي ياسين بودربالة جائزة رمسيس مرزوق لأفضل تصوير سينمائي عن فيلم "سوء تفاهمات" (Quiproquos)، بينما نالت المخرجة إينا-سانان جائزة كمال الملاخ لأفضل عمل أول عن فيلم "خلف ابتسامة واحدة".
مسابقة الفيلم المصري الطويل
تكوّنت لجنةُ التحكيم من المونتيرة منار حسني رئيسًا، وعضويةِ الفنانة سلوى محمد علي، والكاتب سمير شحاتة، وقد قيّمت اللجنةُ الأعمالَ المتنافسة وفقَ معايير الإبداع وجودة التنفيذ والرسائل الإنسانية.
وفاز بجائزة أفضل فيلم العملُ المصري "رسايل الشيخ دراز"، إخراج ماجي مرجان، بينما حصل الفنانُ ناجي شحاتة على جائزة أفضل إبداع فني عن أدائه اللافت في فيلم "سينما منتصف الليل" للمخرج مازن لطفي، ومنحت اللجنة جائزة التحكيم الخاصة لفيلم "قصة الخريف" للمخرج كريم مكرم، تقديرًا لتناوله الراقي لقضايا إنسانيةٍ ببصمةٍ إخراجيةٍ مميزة.
مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل
شهدت المسابقةُ منافسةً قويةً بين عددٍ من الأفلام العربية التي تناولت قضايا اجتماعيةً وإنسانيةً معاصرة، إذ فاز الفيلمُ اللبناني "دافنينو سوا" بـ جائزة سعيد شيمي لأفضل فيلم وثائقي، فيما حصد الفيلمُ الإماراتي "اتصال" جائزة الجمعية المصرية لكتّاب ونقّاد السينما لأفضل فيلم عربي طويل.
أما جائزة أفضل فيلم عربي طويل فذهبت إلى الفيلم المغربي "وشم الريح"، بينما منحت لجنةُ التحكيم جائزتَها الخاصة للفيلم السوري "اليوم صفر"، الذي تميّز بطرحه الواقعي المؤثر.
ولم تغفل اللجنةُ عن دعم التجارب الجديدة، فقررت منحَ تنويهين خاصين للفيلمين الجزائري "الساقية"، والسعودي "تشويش"، تقديرًا لمحاولاتهما الفنية الجريئة.
مسابقة شباب مصر
تُعَدّ هذه المسابقة من أهم أقسام المهرجان، كونها تتيح للشباب عرضَ مواهبهم والتعبيرَ عن رؤاهم الفنية. وقد انقسمت المنافسةُ إلى قسمين: قسمِ الطلبة وقسمِ المحترفين.
في قسم الطلبة، فاز فيلم "عدي" بـ جائزة أفضل فيلم لما تميّز به من رؤيةٍ إخراجيةٍ شابة وطاقةٍ إبداعيةٍ لافتة، بينما حصل فيلم "كاستاروس" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ونال فيلم "ومن الحب" جائزة سمير فرج، كما منحت اللجنة شهادة تقدير لفيلم "أبيدجو".
أما في قسم المحترفين، فقد نال فيلم "أبو جودي" جائزة أفضل فيلم روائي، بينما فاز فيلم "ثريا" بـ جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي، وذهبت جائزة أفضل فيلم تسجيلي إلى "مين ضل عايش"، فيما منحت اللجنة جائزة أفضل فيلم إنساني لفيلم "آخر رسالة"، مع إشادةٍ خاصةٍ بفيلم "عايش تحت الأرض" تقديرًا لطرحه الإنساني المميز.
مسابقة الفيلم القصير لدول البحر المتوسط
تميّزت هذه المسابقة بمشاركة مجموعةٍ من الأفلام القصيرة التي عكست تنوّعَ التجارب والأساليب الإخراجية.
وفاز فيلم "يوم الزفاف" بـ جائزة أفضل فيلم روائي قصير، بينما نال فيلم "حكاية أمل" جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير.
ومنحت اللجنة جائزتَها الخاصة لفيلم "كاستينج"، كما قدّمت تنويهين خاصين للفيلمين "الدجاج" و*"الوصية"*، لما قدّماه من طرحٍ فنيٍّ مميزٍ واستخدامٍ مبتكرٍ للّغةِ الصورية.
مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو
شهدت المسابقةُ منافسةً قويةً بين مجموعةٍ من النصوص التي تناولت قضايا إنسانيةً واجتماعيةً بأساليب متنوعة.
فاز بالمركز الأول فيلم "الكدبة الأخيرة"، الذي تناول معاناةَ شابٍّ في مواجهة ضغوط الحياة بواقعيةٍ مؤثرة.
وجاء في المركز الثاني فيلم "فلّ"، الذي قدّم معالجةً راقيةً لقصة حبٍّ رومانسيةٍ بعيدًا عن الميلودراما التقليدية.
وتقاسم المركزَ الثالث فيلما "بيجو" و*"تسونامي مصر"*، حيث تناول الأولُ رحلةَ مجموعةِ ركّابٍ في مواجهة الإرهاب، بينما ناقش الثاني قضيةَ التغيّر المناخي بطرحٍ خياليٍّ واقعيٍّ في آنٍ واحد.
وقد أشادت اللجنةُ بسيناريو فيلم "موت مؤجل" لما تضمّنه من تأملاتٍ إنسانيةٍ حول فلسفة الحياة والموت، رغم بعض المبالغات الدرامية.