تحقّق السُلطات الأمريكية في ولاية كارولينا الجنوبية في الأسباب التي أدّت إلى اشتعال حريق ضخم دمّر منزل قاضية أمريكية، أصدرت حكمًا قضائيًا ضد ترامب في الأسابيع الماضية؛ مما دفع معارضي البيت الأبيض لربط الحادث بالعنف السياسي في الولايات المتحدة.
وتبيّن من خلال التحريات الأولية أن القاضية ديان جودشتاين، التي تعمل في محكمة الدائرة بالولاية، كانت تمشي مع كلابها على الشاطئ عندما اشتعلت النيران في المنزل، في مجمع جيريمي كاي الفاخر، وتمكنت إدارة الإطفاء من إنقاذ ثلاثة أشخاص مصابين كانوا عالقين، من بينهم زوج القاضية البالغ من العمر 81 عامًا.
العداء المفرط
ولم تتمكن السلطات من إخماد النيران المشتعلة في المنزل، بحسب مجلة نيوزويك؛ مما أدى إلى تدميره بالكامل، ولم تحدد الشرطة أسباب الحريق بعد لعدم وجود أي دليل يثبت أنه متعمد. وذكرت التقارير أن قيمة منزل عائلة جودشتاين، الذي يحتوي على أربع غرف نوم وأربعة حمامات، بلغت 1.55 مليون دولار، وبدأ الحريق بانفجار كبير أتبعه نشوب النيران فيه بالكامل.
وأثار الحريق جدلًا على الإنترنت، وربطه مدونون على السوشيال ميديا بالعداء المفرط تجاه أعضاء السلطة القضائية الذين يُصدرون أحكامًا ضد ترامب وحلفائه، حيث جاء بعد أسابيع من إصدار القاضية جودشتاين، البالغة من العمر 69 عامًا، حكمًا ضد إدارة ترامب الشهر الماضي.
وبموجب الحكم الذي أصدرته القاضية الديمقراطية، مُنعت ولاية كارولينا الجنوبية من تسليم البيانات الشخصية لملايين الناخبين إلى إدارة ترامب مؤقتًا، وهو ما تعرّضت بسببه لهجوم لاذع من الجمهوريين، كان على رأسهم حاكم الولاية الجمهوري هنري ماكماستر.
تهديدات عنيفة
ويتعرض القضاة لاستهداف متزايد، وفقًا لشبكة إن بي سي، حيث يواجه بعضهم وعائلاتهم تهديدات عنيفة بالقنابل، وعمليات ضرب مبرح، ومضايقات أخرى، لا سيما المتورطين في قضايا بارزة متعلقة بسياسة البيت الأبيض العليا، ويتم اتهامهم بالتحيز السياسي ضد المحافظين على حساب اليسار.
وبحسب الشبكة الأمريكية، عندما يُصدر القضاة أحكامًا لا تُرضي إدارة ترامب، فإنهم يتعرضون لاستهداف متكرر من شخصيات نافذة في عالم "MAGA" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، وأحيانًا من ترامب نفسه، الذي دعا إلى عزل قاضٍ حكم ضده في قضية هجرة بارزة، وصف وقتها نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، بأن الإدارة ضحية انقلاب قضائي.
ارتفاع مطرد
حتى يونيو الماضي، أبلغت هيئة المارشالات الأمريكية، المسؤولة عن حماية القضاة، عن أكثر من 400 تحقيق حول تهديدات تلقاها القضاة هذا العام، حيث تبيّن أن تلك التهديدات شهدت ارتفاعًا مطردًا في السنوات الأخيرة، من 224 في السنة المالية 2021 إلى 457 في السنة المالية 2023.
ومنذ تولي ترامب منصبه مرة أخرى في يناير، طلبت إدارته من المحكمة العليا 23 مرة منع أحكام المحكمة الأدنى على أساس الطوارئ، حيث وافقت المحكمة على طلبات الطوارئ التي تقدمت بها الحكومة في 17 قضية فقط، بينما رُفضت في قضيتين، فيما تم حل ثلاث قضايا أخرى دون صدور قرارات، ولا يزال طلب واحد معلّقًا.