الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس المصري: 6 أكتوبر يوم خالد في تاريخنا وجيشنا يقف سدا أمام التهديدات

  • مشاركة :
post-title
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

القاهرة الإخبارية - إسلام عيسى

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن ذكرى السادس من أكتوبر يبقى يومًا خالدًا في تاريخ الأمة، إذ أضاف فخرًا ومجدًا لمصر وللعرب جميعًا، مشددًا على أن الجيش المصري جيش وطني من صلب الشعب يقف سدًا منيعًا أمام الصعاب والتهديدات.

وقال الرئيس المصري، خلال كلمته بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، إنه يطمئن الشعب المصري بأن الجيش قائم على رسالته في حماية بلده والحفاظ على حدودها ولا يهاب التحديات.

وأعرب الرئيس المصري عن اعتزاه بذكرى يوم العبور، الذي وقف العالم فيه احترامًا وإجلالًا لعظمة وإرادة المصريين ووحدة القرار العربي، مؤكدًا العمل بجد وإخلاص على بناء دولة قوية عصرية متقدمة تُعبر عن وزن مصر الحقيقي وقيمتها الحضارية في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

وتوجه "السيسي" بتحية خالصة إلى روح الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام وصاحب القرار الجريء والرؤية الثاقبة، مؤكدًا أنه قاد الأمة بحكمة وشجاعة نحو النصر والسلام.

وتطرق الرئيس المصري خلال كلمته للأوضاع في الشرق الأوسط، إذ أكد وقف إطلاق النار في غزة، وعودة الأسرى والمحتجزين وإعادة إعمار القطاع، وبدء مسار سلمى سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، تعنى السير في الطريق الصحيح، نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.

وتابع في هذا الصدد: "السلام الذي يفرض بالقوة لا يولد إلا احتقانًا والسلام الذي يبنى على العدل يثمر تطبيعًا حقيقيًا وتعايشًا مستدامًا بين الشعوب".

ولفت إلى أن التجربة المصرية في السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيسًا لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، لتصبح نموذجًا تاريخيًا يُحتذى به في صناعة السلام الحقيقي.

وشدد على إيمان مصر بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

وجاءت نص الكلمة على النحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم..

أبناء قواتنا المسلحة الباسلة..

السيدات والسادة،

في هذا اليوم المجيد، نقف جميعًا وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973.. ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعًا.. فخرًا ومجدًا.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احترامًا وإجلالًا، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربي.

وفي هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. بطل الحرب والسلام.. صاحب القرار الجريء، والرؤية الثاقبة.. الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام. 

ونحيي قادة القوات المسلحة.. وكل ضابط وجندي.. وكل شهيد ارتقى إلى السماء.. وكل جريح نزف من أجل الوطن.. وكل من لبى نداء مصر، في تلك اللحظة الفارقة من تاريخها.. لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال بل لنستلهم منها الدروس والعبر. 

لقد علمتنا ملحمة أكتوبر.. أن النصر لا يمنح، بل ينتزع.. وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدؤوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هي مفاتيح النصر والمجد.. قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾.. بهذا اليقين، انتصرت مصر.. وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر.. نستمد عزيمتنا اليوم في بناء مصر الجديدة.. مصر الحديثة.. مصر التي تليق بمكانتها وتاريخها.. وتستحق أن تكون في مصاف الدول الكبرى. 

إننا نعمل بكل جد وإخلاص على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقي، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبني مؤسسات راسخة ونطلق مشروعات تنموية عملاقة ونعيد رسم ملامح المستقبل لتكون مصر كما يجب أن تكون رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.

وإذا كانت تلك المبادئ قادتنا إلى النصر في أكتوبر 1973.. فإننا اليوم في ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة.. أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، في حياتنا السياسية والاجتماعية. 

فالأوضاع الإقليمية لم تعد تحتمل التراخي، والظروف التي نعيشها تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

خاضت مصر وإسرائيل حروبًا ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانًا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأمريكية، التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام كي يُكتب له البقاء لا بد وأن يُشيد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يُفرض فرضًا، أو يُملى إملاءً. 

فالتجربة المصرية في السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيسًا لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف السبيل الوحيد للسلام الدائم.. إنها نموذج تاريخي يُحتذى به في صناعة السلام الحقيقي.

ومن هذا المنطلق، نؤمن إيمانًا راسخًا بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذي يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانًا، أما السلام الذي يُبنى على العدل، فهو الذي يُثمر تطبيعًا حقيقيًا، وتعايشًا مستدامًا بين الشعوب.

وفي السياق ذاته؛ لا يسعني إلا أن أوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته، التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار وعودة الأسرى والمحتجزين وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمي سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها يعني أننا نسير في الطريق الصحيح. نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.. وهو ما نصبو إليه جميعًا. 

فالمصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.

وأشدد هنا على أهمية الحفاظ على منظومة السلامـ التي أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضي، التي شكلت إطارًا إستراتيجيًا للاستقرار الإقليمي. 

وإن توسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون بما يُنهي الصراعات ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار في ربوع المنطقة. 

شعب مصر العظيم،

وفي ختام كلمتي.. أطمئنكم أن جيش مصر قائم على رسالته في حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم وأبناؤه، يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون كالسد المنيع أمام كل الصعاب والتهديدات. 

أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولشهدائنا الأبرار الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة ولجنودنا الأبطال الذين يسهرون كي تنام مصر آمنة مطمئنة.

كل عام وأنتم بخير.

ودائمًا وأبدًا وبالله:

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصـر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.