انطلقت فعاليات النسخة الـ34 من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى عبر أمسية استثنائية، ليلة أمس، احتضنتها دار الأوبرا المصرية تكريمًا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.
وشهدت الفعالية حضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، والسيدة ريهام عبدالحميد خليل سفيرة جمهورية مصر العربية لدى المملكة، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وثقافية رفيعة.
وأكد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة أن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى يعكس الرؤية الثقافية لمملكة البحرين في جعل الثقافة والفنون رافدًا أساسيًا في مسيرة التنمية المستدامة، ومنصةً لتعزيز الحوار بين الشعوب من خلال لغة الموسيقى التي يفهمها الجميع، وذلك وفقًا لوكالة أنباء البحرين.
وأضاف أن المهرجان، الذي يستمر في عامه الرابع والثلاثين، يؤكد مكانة البحرين كمركز ثقافي بارز في المنطقة يفتح أبوابه للتجارب الثقافية العالمية، ويحتفي في الوقت نفسه بجذورنا العربية وهويتنا الوطنية. كما شدد على أن دور هيئة الثقافة يتمثل في ترسيخ قيم الإبداع، وصون التراث، وإيجاد بيئة حاضنة للمواهب، بما يضمن بقاء البحرين جزءًا فاعلًا في المشهد الثقافي العربي والعالمي، متوجهًا بالشكر إلى جميع المساهمين من سفارات وأفراد وكوادر في إنجاح هذا الحدث الثقافي السنوي.
وقدمت دار الأوبرا المصرية لجمهور المهرجان تجربة موسيقية فريدة استحضرت صوت أم كلثوم الخالد، حيث أدّت الفنانتان رحاب عمر وإيناس عزالدين، بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، نخبة من روائعها مثل إنت عمري، فكروني، ليلة وليلة والأطلال.
وغمرت أجواء الطرب الأصيل قاعة المسرح، في تمازجٍ بين الأداء الغنائي والعزف الموسيقي استعاد أجمل لحظات الذاكرة الفنية العربية.
وتُعد دار الأوبرا المصرية من أبرز مؤسسات الفن العربي وأكثرها حفاظًا على الهوية الموسيقية العربية، إذ جعلت من جمهورية مصر جسرًا ثقافيًا إلى العالم. ومن خلال فرقها وبرامجها المتنوعة، تواصل الأوبرا دعم المواهب الجديدة وتقديم التراث في أبهى صوره، جنبًا إلى جنب مع أعمال معاصرة تواكب العصر وتؤكد أن الموسيقى العربية لا يحدّها زمان ولا مكان.
ويستمر مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 34 حتى 16 أكتوبر 2025، مقدّمًا أمسيات تشمل حفلات من الأوركسترا إلى الأوبرا والجاز، وفن الصوت وصولًا إلى الفنون الشعبية، وذلك في عدد من أبرز الصروح الثقافية في مملكة البحرين، مثل مسرح البحرين الوطني، والصالة الثقافية، ودور الموسيقى الشعبية في المحرّق والرّفاع.
ويشهد المهرجان اليوم الجمعة، 3 أكتوبر، في الصالة الثقافية، إقامة حفل للفنان البحريني عبدالله حاجي مع فرقة "روح" في أمسية جاز بعنوان جاز محرّقي، يقدّم خلالها مقطوعات أصلية مستوحاة من ألبومه مربعات وإيقاعات فلكلورية محلية.
كما سيُقدَّم عدد من عروض الفنون الشعبية، بدءًا من فرقة قلالي للفنون الشعبية يوم 4 أكتوبر في دار المحرّق، وفرقة دار بن حربان يوم 6 أكتوبر في دار بن حربان بالمحرّق، وفرقة دار شباب الرفاع يوم 11 أكتوبر في دار الرفاع.
وتتعدد اللقاءات الموسيقية التي يصنعها المهرجان هذا العام مع ثقافات أخرى في الصالة الثقافية، حيث يقدّم العازف الإيطالي يوجينيو بناتو بالتعاون مع السفارة الإيطالية لدى البحرين يوم 7 أكتوبر مشروعه موسيقى من العالم. وتليه أمسية بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى المملكة لفرقة رينو غارسيا-فونز يوم 8 أكتوبر.
ويأتي رباعي التشيلو من براغ يوم 14 أكتوبر ليقدّم مزيجًا مبتكرًا من الموسيقى الكلاسيكية والبوب والروك، فيما يفتح العازف الياباني يوسكي إيري في 15 أكتوبر أبواب التأمل الروحي عبر أنغام آلة الشاكوهاتشي التقليدية، في أمسية بالتعاون مع السفارة اليابانية لدى مملكة البحرين.
وفي 10 أكتوبر، يخصص المهرجان أمسية مؤثرة لذكرى الفنان البحريني الكبير علي بحر، حيث تقدّم أوركسترا البحرين الفيلهارمونية بقيادة الدكتور مبارك نجم حفلًا أوركستراليًا يحتفي بإرثه الفني ويعيد صياغة أغنياته بروح سيمفونية في مسرح البحرين الوطني.
كما تستضيف الصالة الثقافية أمسية فن الصوت البحريني يوم 11 أكتوبر، فيما تختتم فرقة البحرين للموسيقى فعاليات المهرجان يوم 16 أكتوبر بمسرح البحرين الوطني عبر حفل ليلة كورالية يشارك فيه عدد من الفنانين البحرينيين الصاعدين.