الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصحة العالمية تكشف مأساة 42 ألف معاق في غزة

  • مشاركة :
post-title
42 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات خطيرة غيرت حياتهم

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تحت وطأة القصف المستمر والنزوح الجماعي والتهجير القسري في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، رسمت منظمة الصحة العالمية ملامح أزمة إنسانية تتجاوز حدود الإصابات الجسدية، لتشمل الألم النفسي والاحتياج الإنساني والخطر الداهم على الحياة.

ويجد النظام الصحي في غزة نفسه على شفا الانهيار الكامل، تسجل المستشفيات ما يزيد على 42 ألف إصابة غيّرت حياة أصحابها، ويبقى آلاف الأطفال والنساء في مواجهة مستقبل غامض وسط نقص الإمدادات الطبية وتراجع الخدمات الأساسية.

إصابات خطيرة

أكدت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها أمس الخميس، أن نحو 42 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات خطيرة غيّرت حياتهم، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، وتمثل هذه الإصابات ربع جميع الحالات المسجلة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي تجاوزت 167 ألف إصابة.

وأشار ممثل المنظمة في الضفة الغربية وغزة ريك بيبركورن، إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص تعرضوا لبتر الأطراف أو لإصابات خطيرة في العمود الفقري والذراعين والساقين، لافتًا إلى أن احتياجات علاج الصدمات باتت واسعة النطاق في ظل تراجع القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية.

وأوضح بيبركورن أن العشرات من العاملين في مجال إعادة التأهيل قُتلوا، بينما تكافح المرافق الصحية للاستمرار، إذ تعمل أقل من 14 مستشفى من أصل 36 بشكل جزئي، ولا تتجاوز خدمات إعادة التأهيل العاملة ثلث ما كان قائمًا قبل اندلاع الصراع.

محنة النساء

وتعيش خدمات الأمومة والولادة في غزة أزمة خانقة، ووفق تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن نحو 55 ألف امرأة حامل عالقة في القطاع، وسط النزوح والجوع الشديد وسوء التغذية.

ويولد يوميًا نحو 130 طفلًا، أكثر من ربعهم بعمليات قيصرية، فيما تلد 15 امرأة أسبوعيًا خارج المرافق الصحية ودون رعاية طبية متخصصة، وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل خمسة مواليد إما سابق لأوانه أو منخفض الوزن عند الولادة.

ووصف جيمس إلدر من منظمة "يونيسيف" المشهد في مستشفيي الأقصى وناصر بأنه مثقل بالخوف والتوتر، مشيرًا إلى اكتظاظ الممرات بالأمهات وأطفالهن في ظروف صعبة نتيجة تدمير البنية الصحية.

ندوب نفسية

الأزمة لا تتوقف عند حدود الإصابات الجسدية، إذ أكد بيبركورن أن الناجين يعانون من صدمات نفسية عميقة وخسائر فادحة تجعل حياتهم اليومية أكثر قسوة، في ظل ندرة خدمات الدعم النفسي والاجتماعي.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز الاستثمار في إعادة التأهيل النفسي والجسدي، وتوفير الرعاية الشاملة لذوي الإعاقة، كما شددت على الحاجة الماسة إلى الوقود والأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة وحماية الكوادر الطبية، معتبرة أن الإجلاء الطبي يمثل أولوية قصوى.

وتقدر المنظمة أن أكثر من 15 ألف شخص، من بينهم 3800 طفل، بحاجة إلى علاج متخصص خارج القطاع، داعية إلى فتح مسارات الإحالة الطبية إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتشجيع الدول على استقبال المرضى.

نزوح متواصل

الأزمة الإنسانية تتفاقم مع استمرار النزوح الجماعي، فقد أعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن أكثر من 6700 شخص فروا من شمال غزة إلى الجنوب خلال عشر ساعات فقط يوم الأربعاء الماضي، ليرتفع إجمالي النازحين منذ منتصف أغسطس إلى أكثر من 417 ألف شخص.

وأوضح أن العائلات باتت تتكدس في الملاجئ المكتظة أو الخيام المؤقتة، بينما ينام آخرون في العراء وسط الأنقاض، في ظل سوء الصرف الصحي وانعدام الخصوصية وارتفاع مخاطر انفصال الأطفال عن ذويهم.

حصيلة مروعة

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ارتفع عدد الشهداء في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 66225، معظمهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد المصابين 168938، ولا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الأنقاض دون إمكانية الوصول إليهم.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استُشهِد 77 فلسطينيًا وأُصيب 222 آخرين، ومنذ 18 مارس الماضي، عقب خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، بلغ عدد الشهداء 13357، فيما تجاوز عدد المصابين 56897.

كما ارتفع عدد شهداء "لقمة العيش" إلى 2582 وأكثر من 18974 إصابة، بينهم شهيدان و44 إصابة خلال الساعات الماضية وحدها.