الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أجسادهم لا تحتمل المقاومة.. خطر يهدد حديثي الولادة حول العالم

  • مشاركة :
post-title
الأطفال حديثي الولادة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أظهرت دراسة حديثة أُجريت على آلاف الأطفال حديثي الولادة حول العالم، أنهم باتوا يولدون وأجسادهم أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية، كاشفين عن العديد من الالتهابات التي تصيبهم عند الولادة لم تعد تستجيب لأي أدوية علاجية.

وقاد الدراسة فريق من جامعة سيدني، إذ تم أخذ عينات دم من أطفال مرضى حديثي الولادة يبلغ عددهم 14.804 من عدة بلدان خاصة في جنوب شرق آسيا، وفحص الفريق الميكروبات التي تظهر في مجرى الدم لدى الأطفال حديثي الولادة والأدوية التي تتجاهلها هذه الميكروبات.

معدلات الوفيات

ركزت الدراسة التي نشرت في مجلة Western Pacific، على بكتيريا الإنتان الوليدي، وهي عدوى تهدد الحياة وتضرب في أول 28 يومًا من الحياة، كما ركزوا على مقاومة مضادات الميكروبات، إذ تبين أن الجراثيم يمكن أن تستمر في النمو حتى عند تعرضها للمضادات الحيوية.

وكشفت الدراسة عن أن تلك المشكلة تؤدي إلى إبطاء التقدم في بقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة وتضيف ضغوطًا على دور الحضانة المزدحمة بالفعل، وطالب الباحثون بضرورة تحديث الإرشادات لتعكس أنماط البكتيريا المحلية وأنماط المقاومة المعروفة، وإلا ستستمر معدلات الوفيات في الارتفاع.

الأكثر شيوعًا

كانت البكتيريا الأكثر شيوعًا هي كليبسيلا وأسينيتوباكتر، وكلاهما معروفان بقدرتهما على إيجاد طرق للالتفاف على العقاقير، إذ فشلت المضادات الحيوية المعتادة في مكافحة بكتيريا الكليبسيلا، وأظهرت ما يقرب من تسع عينات من أصل عشر مقاومة للمضادات الحيوية.

وحتى الأدوية الأقوى مثل الكاربابينيمات، لم تُجدِ نفعًا في كثير من الأحيان عندما كانت بكتيريا الأسينيتوباكتر هي السبب، كما أشارت الدراسة إلى الفطريات، إذ تبين أن واحدة من كل عشر مزارع تقريبًا توجد بها عدوى، وفي المستشفيات التي شملتها الدراسة، تغيرت مسببات الأمراض وأنماط مقاومتها.

اختبارات تجريبية

وبحسب البيانات المحلية عن المواليد الجدد والمضادات الحيوية، تبين أنه لا يمكن للأطباء الذين يعالجون طفلًا حديث الولادة انتظار نتيجة المختبر التي قد تصل متأخرة أو تأتي سلبية، ويعتمدون على اختبارات تجريبية تسترشد بالنصوص القياسية والمشورة الوطنية.

وأكد الباحثون أن الأمر يستغرق الأمر نحو 10 سنوات لتجربة مضاد حيوي جديد والموافقة عليه للأطفال، مشيرين إلى أنه ومع قلة الأدوية الجديدة المرشحة في المقام الأول، يحتاج العالم إلى استثمار كبير في تطوير المضادات الحيوية.

الجرعات الأولى

وتبين أنه عندما لا تمس الجرعات الأولى التي يتلقاها المولود الجديد مسببات الأمراض، فإن كل ساعة دون علاج فعّال تزيد من المخاطر، ويرجع ذلك إلى أن البكتريا المعوية مثل الإشريكية القولونية تعمل على تفتيت الأدوية الشائعة وتنتشر في جميع أنحاء دور الحضانة.

ومن أجل حماية الأطفال حديثي الولادة، طالب الفريق البحثي المستشفيات بتعزيز المراقبة الروتينية لكل من البكتيريا والفطريات وإدخال تلك البيانات في مخططات العلاج، وقيام فرق مكافحة العدوى بمواصلة التركيز على أساسيات نظافة اليدين، والعناية بنظافة خطوط الأنابيب.