دق القادة الأوروبيون ناقوس الخطر إزاء ما وصفوه بتصاعد الاستفزازات الروسية في منطقة البلطيق، خلال اجتماعات رفيعة المستوى في كوبنهاجن ناقشوا خلالها سبل تعزيز الدفاع القاري، وسط ما زعموا أنه موجة من أعمال التخريب المشتبه بها من قبل روسيا وأنشطة الطائرات المسيّرة التي تخترق دول الحلف.
وحدثت موجة من الانتهاكات الروسية للمجال الجوي ضد أعضاء الحلف، خلال الأيام الماضية، وهي التوغلات التي أثارت قلق الدول الأوروبية، وفي غضون أيام، أطلق حلف الناتو عملية أمنية تحت اسم "مهمة الحارس الشرقي"، في الوقت الذي نفت فيه روسيا القيام بتلك التحركات.
إرادة سياسية
خلال الاجتماع، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوروبا بحاجة إلى إرادة سياسية للتحرك وقطع العلاقات مع روسيا، بحسب الجارديان البريطانية، موضحًا أن العمل المشترك والجهود الموحدة وحدها كفيلة بضمان الأمن الحقيقي، ولا ينبغي ترك أي دولة بمفردها في مواجهة التهديد الروسي.
وطالب الرئيس الأوكراني بضرورة التحرك بشأن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، والحاجة الماسة إلى زيادة الضغط عليها ووقف استيراد الطاقة منها من قبل الدول الأوروبية مثل المجر وسلوفاكيا، وهو ما يجعل روسيا ترتكب أخطاءً وتضطر في النهاية إلى إنهاء الحرب وتغيير سياستها.
مواجهة الاستفزازات
من جانبها؛ اتهمت رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن، روسيا بزيادة انتهاكات المجال الجوي والهجمات الهجينة في أوروبا باستخدام الطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة، ودفع المهاجرين عبر الحدود، والتدخل في الانتخابات الديمقراطية والهجمات الإلكترونية، التي تستهدف البنية التحتية الحيوية.
وحذرت من أن روسيا تختبر أوروبا أكثر من أي وقت مضى، ولم تعد تُشكل تهديدًا لأوكرانيا فحسب، بل امتد تهديدها إلى أوروبا بأكملها، داعية قادة الناتو إلى التسلح وزيادة قوتها في مواجهة الاستفزازات المتزايدة من موسكو، وتعزيز دعم أوكرانيا بالأسلحة وزيادة العقوبات على بوتين.
نوع جديد
في السياق ذاته؛ اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، روسيا بالتورط في استفزازات شبه يومية في بحر البلطيق، بالقرب من البنية التحتية الحيوية وطرق الشحن، وفقًا لمجلة نيوزويك، واصفًا أنشطتها بأنها جزء من نوع جديد من الحرب ضد الغرب، وحث شركاءه الأوروبيين على التحلي باليقظة.
وقدم الاتحاد الأوروبي خطة لتمويل دفاع أوكرانيا وإعادة إعمارها عبر الاستفادة من أصول البنك المركزي الروسي المُجمّدة في أوروبا والبالغة 210 مليارات يورو دون مصادرتها رسميًا، وبموجب الخطة سيُزود الاتحاد الأوروبي بنك يوروكلير بسندات دون فوائد مقابل الأموال.
تعويضات الحرب
ولن تُسدد أوكرانيا القرض إلا بعد استلام تعويضات الحرب من روسيا بموجب اتفاقية سلام مستقبلية، وينتظر الاتحاد الأوروبي تقييم صندوق النقد الدولي قبل تحديد حجم القرض، إذ تُقدّر فنلندا والسويد احتياجات أوكرانيا غير المُلباة بـ130 مليار يورو حتى عام 2027.
من جهتها؛ أدانت روسيا المبادرة ووصفتها بأنها غير قانونية وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من رد انتقامي، متهمة الاتحاد الأوروبي والتحالف العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي بالكذب، بشأن عمليات التخريب المزعومة التي تقوم بها موسكو لتبرير الإنفاق العسكري الضخم.