فشل مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، في إقرار مشروع قانون يمنع إغلاق الحكومة الأمريكية، بحسب شبكة "إن بي سي"، وهو الأمر الذي يعمق الأزمة المشتعلة بين جناحي السياسة الأمريكية.
وكان مشروع القانون البديل من الديمقراطيين يحتاج إلى 60 صوتًا لإقراره، إلا أن نتيجة التصويت النهائية جاءت 47-53 على أساس حزبي، ويشمل تمويل الحكومة حتى 31 أكتوبر، وتمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة ومبالغ مالية أخرى لتعويض تخفيضات برنامج الرعاية الطبية "ميديكيد".
كما فشل التصويت على مشروع قانون التمويل الجمهوري المؤقت الذي أقره مجلس النواب بهدف إبقاء الحكومة مفتوحة حتى 21 نوفمبر في مجلس الشيوخ أيضًا، حيث جاءت نتيجة التصويت 55-45، أقل من 60 صوتًا اللازمة للموافقة.
وكان الإجراء، الذي كان من شأنه تمويل الحكومة حتى 31 أكتوبر، يشمل تمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة وأموالًا لتعويض تخفيضات برنامج الرعاية الطبية "ميديكيد" من "مشروع القانون الكبير الجميل" الذي اقترحه ترامب.
بنود وتنازلات
ويعد التوقيت بالغ الأهمية، إذ يشهد كلا الحزبين صراعًا سياسيًا منذ أيام دون أن يبدي أي منهما استعدادًا للتنازل عن بنود رئيسية. ويؤدي الإغلاق الحكومي إلى تعطيل الخدمات الفيدرالية، ما قد يؤثر على كل شيء، من المتنزهات الوطنية إلى رواتب الموظفين الفيدراليين.
ويتبادل قادة الجمهوريين والديمقراطيين اللوم على بعضهم البعض بشأن المأزق الذي وصل إليه اتفاق التمويل لمنع إغلاق الحكومة بعد منتصف ليل اليوم، حيث يقترح الجمهوريون تمديد التمويل لمدة 7 أسابيع دون بنود إضافية للرعاية الصحية.
تمديد الدعم
يدعم قانون الرعاية الصحية الميسرة الأمريكيين ذوي الدخل المحدود والمتوسط على شراء التأمين الصحي، إلا أن الاقتراح قوبل برفض الديمقراطيين، الذين طالبوا بتمديد دعم قانون الرعاية الصحية الميسرة، كما طالبوا بإلغاء تخفيضات برنامج "ميديكيد" التي أقرها الجمهوريون خلال التصويت الكبير على مشروع ترامب.
في المقابل، وصف الجمهوريون هذه المطالب بأنها غير قابلة للتنفيذ، ويفضلون معالجة قضايا الرعاية الصحية بشكل منفصل عن التمويل الحكومي، عن طريق التمديد المباشر في مستويات التمويل دون إضافة بنود جديدة.
انقطاع التمويل
من جانبه، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بعد ظهر الثلاثاء الديمقراطيين بأنهم هم المسؤولون عن الإغلاق الحكومي الوشيك، وأنهم على وجه الخصوص سيتأثرون بشدة بانقطاع التمويل، وسيكون الحل تسريح مئات الموظفين.
والتقى ترامب أمس بزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، وزعيم الأقلية في المجلس تشاك شومر، ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى حل وسط.