الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بـ"انتصارات وهمية".. نتنياهو الاستعماري يصطدم بترامب الحالم بنوبل

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات جذرية، بينما تدخل الحرب في غزة عامها الثاني لتصبح الأطول في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها.

ومنذ هجمات السابع من أكتوبر 2023، غيّر نتنياهو نهجه التقليدي القائم على الحروب القصيرة والعمليات المحدودة، ليتبنى استراتيجية أكثر اندفاعًا وتوسّعًا على جبهات متعددة، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ففي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تباهى بما وصفه بـ"أحد أكثر الردود العسكرية إدهاشًا في التاريخ"، مؤكدًا أن إسرائيل "سحقت آلة حماس الإرهابية، وأضعفت حزب الله، ودمرت ترسانة الأسد، وردعت الميليشيات الشيعية في العراق، والأهم من ذلك كله، ضربت البرامج النووية والصاروخية الإيرانية".

لكن هذا التحول على حد قول "سي إن إن" جاء على خلاف صورة نتنياهو السابقة كزعيم يتجنب المغامرات البرية الطويلة، إذ بات اليوم يتخذ قرارات عالية المخاطر، متجاهلًا اعتراضات بعض القيادات العسكرية. فمثلاً، رفض رئيس الأركان إيال زمير قرار السيطرة على مدينة غزة، كما عارض العملية التي استهدفت قيادات حماس في قطر، لكن نتنياهو مضى في قراراته.

ويرى مراقبون تحدثوا للشبكة الأمريكية، أن انهيار المنظومة الأمنية في أكتوبر 2023 شكّل نقطة تحول شخصية لنتنياهو، الذي عاش دائمًا تحت وطأة مخاوف سياسية، من سقوط حكومته، أو خسارته الانتخابات، أو حتى محاكمته في قضايا الفساد. غير أن الخوف الجديد يتمثل في شركائه داخل الائتلاف اليميني المتطرف، إذ يرفض كل من إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش أي تسوية مع حماس، ويدفعان باتجاه احتلال دائم لقطاع غزة، مهددين بإسقاط الحكومة إذا توقفت الحرب قبل تحقيق هذه الأهداف.

وبعد أكثر من 17 عامًا قضاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة على مدار ثلاث ولايات، ليكون الأطول خدمة بعد أن تولى زمام الأمور عام 1996، يواجه أخيرًا مخاطر انهيارات الائتلافات، واتهامات الفساد، والاحتجاجات الجماهيرية، وأزمة المحتجزين، ما دفعه لاختيار الحرب على إيران لمعرفته بأن الحملة الأخيرة قد تكسبه وزنًا شعبيًا.

وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية، في تحليلها، إلى أن نظرية نتنياهو، الذي يصنّف نفسه كحارسٍ لأمن إسرائيل، دُمّرت بسبب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهو الهجوم الأكبر من حماس في تاريخ إسرائيل. تُظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يُحمّلون رئيس الوزراء مسؤولية الثغرات الأمنية.

ومع توجيه المحكمة الجنائية الدولية لاحقًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب محتملة تتعلق بحرب إسرائيل الوحشية على غزة التي استمرت عشرين شهرًا، والتي حوّلت جزءًا كبيرًا من الأراضي الفلسطينية إلى أنقاض، تُظهر استطلاعات رأي أخرى أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يُطيل أمد الصراع في غزة للبقاء في السلطة وتجنّب انتخابات من المرجح أن يخسرها.

وبينما يعتقد بعض المحللين أن نتنياهو أصبح أكثر اندفاعًا بحثًا عن إنجاز تاريخي يخلد اسمه كـ"تشرشل إسرائيل"، فيما يرى آخرون أنه لا يزال أسيرًا للجمود، يتأقلم فقط مع واقع جديد فرض نفسه وهو حرب بلا أفق زمني محدد.

انتصارات مزعومة

ورغم ما يصفه نتنياهو بـ"النجاحات العسكرية"، فإن إسرائيل لم تحقق بعد "النصر الحاسم" الذي تطمح إليه. فالدعم الشعبي الذي كان واسعًا في بداية الحرب تراجع بشكل ملحوظ، فيما تواجه إسرائيل عزلة متزايدة على الساحة الدولية، مع تزايد الاعترافات بالدولة الفلسطينية وطرح عقوبات محتملة ضدها.

أما على صعيد الدعم الأمريكي، فقد وفر ترامب لنتنياهو غطاءً سياسيًا وعسكريًا واسعًا، لكنه لم يتردد في فرض قيود مفاجئة، مثل قراره في يونيو الماضي بوقف غارة إسرائيلية على إيران في اللحظات الأخيرة.

كما أن تصريحاته الأخيرة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق قريب لإنهاء الحرب قد تعكس توجهًا أمريكيًا جديدًا، يفرض على نتنياهو قبول "وضع قائم" مختلف، ينهي رهاناته العسكرية ويدفعه إلى مواجهة استحقاقاته السياسية.

ترامب وحلم نوبل

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا أحقيته في الفوز بجائزة توبل للسلام زاعمًا إنهائه "ست حروب". 

وقال "ترامب" أثناء حديثه مع الصحفيين إنه أوقف ست حروب خلال ولايته الثانية، وزاد في تصريحاته قائلًا: "اعتقدت أن هذا ربما يكون الخيار الأسهل"، وأضاف أنه في يوليو الماضي نجح في إنهاء حرب واحدة تقريبًا كل شهر منذ بداية ولايته في يناير.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن ذلك يأتي في وقت يصوّر فيه ترامب نفسه كـ"صانع سلام" يسعى إلى الترويج لترشحه لجائزة نوبل للسلام، بينما يثير النقاد تساؤلات حول قراراته المثيرة للجدل، بما في ذلك قصف إيران وطريقة تعامله مع أزمتي غزة وأوكرانيا.

وسوم :