الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مسلسلات طوال العام.. المنصات الرقمية تستقطب الكبار في دراما "الأوف سيزون"

  • مشاركة :
post-title
بوستر مسلسل ابن النادي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

لم تعد الدراما العربية حبيسة موسم رمضان وحده، بل فرضت المنصات الرقمية نفسها كوجهات جديدة تستقطب النجوم والجمهور على مدار العام، لتقدم موسمًا دراميًا استثنائيًا يطلق عليه "أوف سيزون"، ينافس بقوة خارج الموسم الرمضاني، ومع اقتراب طرح 11 عملًا عربيًا جديدًا ينتمي لأنماط مختلفة بين الكوميديا والرعب والتشويق والدراما الاجتماعية، تتجه الأنظار إلى خريطة جديدة للدراما العربية تعيد رسم المشهد بالكامل.

موسم كبار النجوم

يشهد الموسم المقبل سباقًا دراميًا غير مسبوق يدمج بين أسماء كبيرة وتجارب جديدة، فالفنان المصري ياسر جلال يخوض أولى تجاربه مع المنصات الرقمية من خلال مسلسل "للعدالة وجه آخر" من تأليف عمرو الدالي وإخراج محمد يحيى، في 15 حلقة,

كما يقرر الممثل السوري معتصم النهار دخول عالم الدراما المصرية لأول مرة عبر مسلسل "أنا أنت.. أنت مش أنا"، المنتظر عرضه قريبًا.

ويشارك الفنان المصري أحمد داود بمسلسل "كل سنة مرة" الذي انتهى تصويره نهاية العام الماضي، بينما يطل نظيره محمد فراج من خلال مسلسل "ورد وشوكولاتة" من تأليف محمد رجاء وإخراج ماندو العدل، ليُعرض قريبًا على إحدى المنصات.

كذلك ينافس المصري أحمد فهمي بمسلسل "ابن النادي"، فيما تقدم السورية كندة علوش عملًا جديدًا بعنوان "ابن النصابة" على إحدى المنصات قريبًا.

مسلسل "ابن النصابة"
رمضان لم يعد الموسم

توضح الناقدة الفنية ماجدة موريس في حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية" أن موسم رمضان الدرامي نشأ مع التلفزيون المصري في الماضي، الذي كان المرجع الأبرز للإنتاج العربي، فتقول: "كان معظم العالم العربي ينتظر الإنتاج المصري في رمضان باعتباره موسم الترفيه الأهم، وهو ما رسّخ قاعدة ثابتة جعلت الشهر الكريم موعدًا تقليديًا للدراما".

وتضيف: "مع مرور الزمن تغيرت الساحة العربية، فبدأت الدول الأخرى في تطوير إنتاجاتها، وبرزت المنصات الرقمية كأحد أهم عوامل التحول.. هذه المنصات أفرزت بيئة خصبة للإنتاج المستقل والمتنوع، ولبّت توجهات الأجيال الجديدة التي تفضّل المسلسلات القصيرة سريعة الإيقاع، بعيدًا عن النمط التقليدي للمسلسلات الطويلة".

وترى ماجدة موريس أن هذا التحول صنع موسم "الأوف سيزون" الذي لم يعد مجرد بديل، بل أصبح منافسًا لموسم رمضان، إذ غيّر عادات المشاهدة جذريًا ومنح الجمهور مواسم متعددة على مدار العام، إلى جانب حرية أكبر في اختيار المحتوى، ما عزّز من تنوع الإنتاجات وكرّس المنصات الرقمية كوجهة أولى للنجوم والجمهور.

كواليس مسلسل "كل سنة مرة"
عودة للوضع الطبيعي

أما الناقد الفني رامي عبد الرازق فيوضح أن مفهومي "السيزون" و"الأوف سيزون" لم يكونا موجودين قديمًا، إذ نشأ جيله على متابعة المسلسلات طوال العام في موعد ثابت؛ السابعة والربع مساءً. 

ويقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "التلفزيون المصري في فتراته الذهبية كان يقدم أعمالًا متنوعة على مدار السنة، دون انتظار لموسم بعينه. حتى رمضان لم يكن يشهد هذا التكدس الحالي، بل كانت تُعرض فيه مسلسلات محدودة، بينما استمرت عجلة الدراما بالدوران في باقي الشهور".

ويعتبر "عبد الرازق" أن التوسع في إنتاج المسلسلات خارج رمضان خطوة إيجابية لتصحيح المسار، موضحًا أن "المنصات وفرت مساحة رحبة بعيدًا عن التركيز المفرط في موسم واحد وضغوطه الإنتاجية، وهو ما سمح بتقديم محتوى متجدد طوال العام، ما يمنح المشاهدين حرية المتابعة وصنّاع الدراما بيئة صحية للإبداع".

ويختم: "عودة الدراما للتوزيع الزمني المتوازن كما كان في الماضي هو الوضع الطبيعي، حيث تُقدَّم الدراما كمنتج ثقافي مستمر ومتنوع يخاطب جميع الأذواق على مدار العام".

مسلسل "ابن النادي"
تحرر من قيود الماضي

من جانبه، يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي أن المنصات الإلكترونية لعبت دورًا محوريًا في كسر النمط التقليدي، قائلًا: "حررت المنصات الدراما من قيود عدد الحلقات وتوقيت العرض، فلم تعد ملزمة بالـ30 حلقة، بل يمكنها الاكتفاء بمسلسلات قصيرة من 6 إلى 10 حلقات، ما أتاح تنوعًا كبيرًا وسرعة في الإيقاع تناسب تطلعات الجمهور الجديد".

ويضيف: "رغم أن موسم رمضان لا يزال قائمًا وله طابعه الخاص المرتبط بالعادات، إلا أن المنصات نجحت في جذب المشاهدين خارج رمضان، بل وتفوقت بعض الأعمال أحيانًا على مسلسلات الموسم الرمضاني نفسه".

ويتابع: "ميزة المنصات أنها منحت المشاهد حرية مطلقة في توقيت المشاهدة، وحررت صنّاع الدراما من الضغوط التجارية والزمنية، ما فتح الباب أمام مضامين وأنماط جديدة لم تكن مألوفة من قبل".

ويختم الشناوي: "ما يحدث ليس مجرد تطور تقني، بل تحول ثقافي وفني كبير أعاد للدراما حيويتها وتنوعها، وأتاح لها أن تخاطب مختلف الأذواق وتواكب تغيرات عادات المشاهدة، خصوصًا لدى الأجيال الجديدة".