تتجه الولايات المتحدة إلى إلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بعد أن دعا الجنود الأمريكيين إلى عصيان الرئيس ترامب خلال مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك، الأمر الذي وصفته الخارجية الأمريكية بأفعال مثيرة للفتنة.
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي أنها ستلغي تأشيرة بيترو بسبب "أفعاله المتهورة والمثيرة للفتنة"، مضيفةً أنه وقف في أحد شوارع نيويورك "وحثّ الجنود الأمريكيين على عصيان الأوامر والتحريض على العنف".
وكان بيترو، الذي سبق أن اصطدم بترامب، ألقى كلمةً في احتجاجٍ أمس الجمعة أمام مبنى الأمم المتحدة، حيث اجتمع القادة هذا الأسبوع لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة.
وقال بالإسبانية في تسجيل فيديو نُشر على الصفحة الرسمية لمكتبه على يوتيوب: "يجب أن ننشئ جيشًا أقوى من جيش الولايات المتحدة وإسرائيل"، مضيفًا أنه سيقدم قرارًا يأمر الأمم المتحدة بتشكيل جيش تكون مهمته الأولى المساعدة في إقامة دولة فلسطينية.
وكان بيترو من أشد منتقدي حرب إسرائيل على غزة في خطابه أمام المتظاهرين، الذي استمر نحو نصف ساعة أمس، حين قارن الإبادة الجماعية في القطاع بالهولوكوست.
وقال: "أطلب من جميع جنود جيش الولايات المتحدة ألا يوجهوا بنادقهم نحو الإنسانية، خالفوا أوامر ترامب وأطيعوا أوامر الإنسانية".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انتقد بيترو ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة، قائلاً "إنه متواطئ في الإبادة الجماعية".
سبق لبيترو أن صرّح في أبريل "بأنه يعتقد أن إدارة ترامب ألغت تأشيرته إلى الولايات المتحدة".
وصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنه "سيلغي تأشيرات الأشخاص الذين يُمارسون أنشطةً تُخالف المصلحة الوطنية وتُعارض السياسات الأمريكية، ويُلغي وضعهم القانوني".
يعدّ أوسكار أرياس سانشيز، الحائز على جائزة نوبل والرئيس الكوستاريكي السابق، من أبرز الشخصيات التي أُلغيت تأشيراتها هذا العام، إذ منعت إدارة ترامب دخول أشخاصٍ زعموا أنهم يتبنون "مواقف عدائية" تجاه الولايات المتحدة.
كما أُلغيت تأشيرات مارتن توريخوس، الرئيس السابق لبنما، وريكاردو لومبانا، المرشح الرئاسي، هذا العام، وقالا إن هذه الخطوة جاءت ردًا على انتقادهما الصريح للصفقات الأخيرة التي أبرمتها بلادهما مع ترامب.
وتشن إدارة ترامب حملة قمعية ضد الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، في حين اعترفت دول مثل فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلسطينية، وهي خطوات أثارت غضب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
وانتقد بيترو، أول رئيس يساري لكولومبيا والمعارض الصريح للحرب الإسرائيلية على غزة، ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، قائلًا إن الرئيس الأمريكي متواطئ في الإبادة الجماعية في غزة ودعا إلى "إجراءات جنائية" بشأن الهجمات الصاروخية الأمريكية على قوارب يشتبه في أنها كانت تهرب المخدرات في مياه البحر الكاريبي.
الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الرئيسي لكولومبيا وأكبر حلفائها في مكافحة تهريب المخدرات، لكن العلاقات بين الولايات المتحدة وكولومبيا بدأت بشكل سيئ بعد وقت قصير من عودة ترامب إلى منصبه في يناير، عندما رفض بيترو قبول الرحلات الجوية العسكرية التي تقل المرحلين في حملة ترامب على الهجرة.
وقال بيترو إن مواطني بلاده يعاملون كمجرمين، لكنه سرعان ما عدل عن موقفه ووافق على استقبال المهاجرين المرحلين بعد أن تبادل البلدان التهديد بفرض رسوم جمركية وعقب إلغاء الولايات المتحدة مواعيد مقابلات مع كولومبيين للحصول على تأشيرات.
ووضع ترامب هذا الشهر كولومبيا على قائمة الدول التي تقول واشنطن إنها فشلت في الالتزام باتفاقيات مكافحة المخدرات، وألقى باللوم في ذلك على القيادة السياسية في كولومبيا.