الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فرصة للتقارب الاقتصادي.. خلاف ترامب وكولومبيا يخلق موطئ قدم للصين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد طوى صفحة الخلاف مع كولومبيا سريعًا بعد أن أبدت الأخيرة موافقتها على استقبال مواطنيها المرحلين من الولايات المتحدة، وفي مقابله علقت واشنطن زيادة الرسوم الجمركية.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تمضي قدمًا في فرض الرسوم الجمركية وبعض العقوبات على كولومبيا بعد الخلاف حول رحلات الترحيل، وقد تمثل تلك الخطوة فرصة للصين للاصطياد في الماء العكر، بعد أن وثقت علاقتها في الفترة الأخيرة بالبلد الواقعة في أمريكا الجنوبية، حتى أصبحت بكين ثاني أكبر شريك تجاري لكولومبيا، حسبما ذكرت إذاعة "دويتشه فيله".

تعليق العقوبات على كولومبيا

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يمضي قدمًا في فرض الرسوم الجمركية وبعض العقوبات على كولومبيا، بعد أن وافقت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية على استقبال المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة، بما في ذلك على متن طائرات عسكرية أمريكية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات، في بيان، إن كولومبيا وافقت على جميع شروط الرئيس ترامب، بما في ذلك القبول غير المقيد لجميع المهاجرين غير الشرعيين من كولومبيا العائدين من الولايات المتحدة، بما في ذلك على متن الطائرات العسكرية الأمريكية، دون قيود أو تأخير.

استمرار إلغاء التصاريح

وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الإجراءات التي كانت ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكولومبية القادمة إلى الولايات المتحدة ثم ترتفع إلى 50% في غضون أسبوع واحد ستظل معلقة ولن يتم التوقيع عليها.

وأوضحت أن قيود التأشيرة المفروضة على المسؤولين الحكوميين الكولومبيين ستظل سارية حتى تتم إعادة أول طائرة محملة بالمرحلين الكولومبيين بنجاح، وقد تم اتخاذ هذه الخطوة بعد رفض كولومبيا منح إذن الهبوط لرحلتين أمريكيتين على الأقل.

ترامب يصفها بالبداية

ووصف ترامب هذه الإجراءات بأنها ليست سوى البداية، قائلًا على منصات التواصل: "لن نسمح للحكومة الكولومبية بانتهاك التزاماتها القانونية فيما يتعلق بقبول وإعادة المجرمين الذين أجبرتهم على دخول الولايات المتحدة".

في أعقاب إعلان البيت الأبيض، قالت الحكومة الكولومبية، إنها تغلبت على الجمود مع الولايات المتحدة، وأكد وزير الخارجية الكولومبي لويس جيلبرتو موريلو، استمرار بلاده في استقبال العائدين كمرحلين، وضمان ظروف لائقة لهم.

وقال الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، في وقت سابق من اليوم، إن الرحلات الجوية التي تحمل المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة لن يتم قبولها حتى تضع إدارة ترامب بروتوكولات تعامل الناس بكرامة.

وأضاف بيترو: "المهاجر ليس مجرمًا ويجب معاملته بالكرامة التي يستحقها الإنسان، لهذا السبب أعدت الطائرات العسكرية الأمريكية التي كانت تحمل مهاجرين كولومبيين".

وأوضح أن بلاده ستستقبل الكولومبيين الذين يصلون على متن طائرات مدنية ودون معاملتهم "معاملة المجرمين".

فرصة الصين

خلال حملته الانتخابية، روج ترامب للرسوم الجمركية كوسيلة لزيادة الإيرادات للحكومة وإجبار الدول الأخرى على مواكبة السياسات الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، عملت الصين المنافسة على تعزيز علاقاتها التجارية مع كولومبيا، وأصبحت الآن الشريك التجاري الثاني للبلاد، وقد يوفر اندلاع نزاع تجاري مع كولومبيا بشأن سياسات ترامب في مجال الهجرة فرصة للصين، المتعطشة للنفط الكولومبي وكذلك سلع أخرى مثل القهوة.

التجارة بين أمريكا وكولومبيا

ويعد البترول أكبر صادرات كولومبيا إلى الولايات المتحدة، بما يعادل نحو 6 مليارات دولار في عام 2022، وكانت القهوة ثاني أكبر صادرات كولومبيا، إذ بلغت قيمتها 1.8 مليار دولار، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي.

وتمثل كولومبيا نحو 20% من القهوة التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر مصدر للواردات بعد البرازيل، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

كانت الزهور المقطوفة ثالث أكبر الواردات من كولومبيا، إذ بلغت قيمتها 1.6 مليار دولار، وتشمل العناصر الأخرى التي يتم شحنها بانتظام إلى الولايات المتحدة من كولومبيا الهياكل الذهبية والألومنيوم.